كلاسيكو الرجاء البيضاوي والجيش الملكي بلاغالب ولا مغلوب والتحكيم يثير الجدل من جديد

احتضن مركب محمد الخامس بالدار البيضاء مساء الأربعاء الأخير، واحدة من أكثر المباريات إثارة في الدوري الاحترافي المغربي، حيث جمع الكلاسيكو بين الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، والذي انتهى بالتعادل السلبي. ورغم حضور جماهيري كبير زين مدرجات الملعب وأضفى أجواء حماسية على المباراة، إلا أن الأداء الفني كان دون المتوقع، ما أثار تساؤلات حول مستوى الفريقين هذا الموسم.
الرجاء البيضاوي، الذي كان يلعب على أرضه وبين جماهيره، لم يظهر بالشكل المنتظر، خاصة في خط الدفاع الذي كان أبرز نقاط ضعفه. ورغم تعاقد الفريق مع المدافع بدر بانون في محاولة لتعزيز هذه الخطوط، إلا أن مستوى اللاعب في هذه المباراة كان متواضعًا، مما جعل الدفاع الأخضر يعاني بشكل واضح. وكان الفريق العسكري هو الأكثر تهديدا لمرمى الحارس “لحرار”، حيث استغل فرصة تلو الأخرى، لكنه لم يوفق في ترجمة هذه الفرص إلى أهداف. الهجوم الرجاوي، بدوره، كان يفتقر إلى الفاعلية اللازمة ولم يظهر الانسجام المطلوب بين لاعبيه، مما جعل الفريق يبدو في حالة من التفكك، لا سيما في الشق الدفاعي.
أما الجدل التحكيمي، الذي أصبح السمة الغالبة في مباريات الكلاسيكو بين الرجاء والجيش، فقد عاد ليطفو على السطح مجددًا في هذه المواجهة. فقد شهد اللقاء العديد من القرارات المثيرة للجدل من قبل الحكم محمد السوردي، الذي لم يحتسب ضربة جزاء لصالح الجيش الملكي في الشوط الأول، في حين تجاهل أيضًا لمسة يد في منطقة الجزاء لفائدة الفريق العسكري. كما أثارت تقنية الفيديو “VAR” العديد من التساؤلات حول دقة قراراتها في المواقف الحاسمة. وهذا ما دفع باللجنة التقنية للتحكيم إلى اتخاذ قرار بتوقيف الحكم السوردي لمباراتين، بالإضافة إلى إيقاف حكام تقنية الفيديو، بعد أن ثبت عدم اتخاذهم للقرارات المناسبة في الوقت المناسب.
الجدل لم يتوقف عند هذا الحد، بل امتد إلى خارج الملعب حيث تم توقيف عدد من جماهير الجيش الملكي قبل بداية المباراة، بسبب حيازتهم أسلحة بيضاء وأدوات مخصصة للاعتداء والشغب. هذه الحوادث المؤسفة تؤكد من جديد على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية في الملاعب، خاصة في المباريات ذات الطابع الحساس كالكلاسيكو، حيث لا تقتصر التحديات على الأداء داخل الملعب فقط، بل تمتد إلى ما يحدث خارج المستطيل الأخضر. وقد تم إحالة هؤلاء المعتقلين إلى النيابة العامة من أجل تعميق التحقيق، وسط تساؤلات حول كيفية وصول هذه الأدوات الخطيرة إلى داخل الملاعب، رغم التدابير الأمنية المشددة.
رغم كل ما جرى من أحداث وتحكيم مثير للجدل، يبقى السؤال الأهم هو مستوى الفريقين الفني، حيث فشل الرجاء في استغلال الفرص المتاحة وظهر بتركيبة دفاعية هشة قد تؤثر بشكل كبير على مستقبله في المنافسات القادمة. في المقابل، أظهر الجيش الملكي خط هجوم جيدًا لكنه لم يكن حاسمًا في الأوقات المناسبة. إذا استمرت هذه التراخي في الدفاع والتكتيك، فسيكون من الصعب على أي من الفريقين المنافسة على الألقاب هذا الموسم.
وهكذا انتهت المباراة بلا غالب ولا مغلوب، في واحدة من أكثر اللقاءات إثارة للجدل على المستويين الفني والتحكيمي، لتظل الأسئلة مفتوحة حول كيفية تحسين الأداء العام للفريقين وتطوير مستوى التحكيم في الدوري المغربي.


بتاريخ : 19/09/2025