على بعد أيام من تنظيم مباريات الالتحاق بالسنة الأولى
تستعد كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة لتنظيم مباريات الولوج إليها، بعدما تقرر أن يجتاز التلاميذ الذين حصلوا على شهادة الباكلوريا الامتحانات المؤهلة للتكوين الجامعي الطبي في 3 غشت المقبل، في الوقت الذي لم تطو فيه صفحة الخلاف بعد بين الطلبة الحاليين والحكومة، بعد مقاطعة عارمة وبنسب جد عالية للامتحانات، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول واقع التدريس خلال الموسم الجامعي المقبل والأجواء التي سيعرفها دخوله.
أسئلة تثير قلق الجميع، طلبة حاليين، ويتعلق الأمر بأطباء الغد، في كل المستويات الدراسية الذين منهم وبكل أسف من سيكون في حال استمر هذا الوضع المشحون والمقلق أمام واقع الرسوب، الذي سيعني بالنسبة له انتهاء مساره الجامعي في الطب، ومنهم من سيكرر السنة وسينتظر فرصة أخرى لتدارك ما يمكن تداركه، ثم طلبة جدد الذين سيكونون في ظل هذا السيناريو أمام حالة من الاكتظاظ التي سترخي بتبعاتها على جودة التكوين والتحصيل، هذا إن لم تتواصل الاحتجاجات مع بداية السنة الجامعية المقبلة، وهو المعطى الذي يطرح نفسه بقوة في حال لم تتم تسوية الخلاف بين الطلبة والحكومة، مما سيعني بأن جيلا جديدا ملتحقا بكليات الطب وطب الأسنان والصيدلة لن يكون بمقدوره أن يعيش انطلاقة جامعية «صحية»، مع ما يعني ذلك من تداعيات على أكثر من مستوى!
وكان طلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة قد أبانوا عن مرونة خلال الأيام الأخيرة، خاصة في ظل الحوار الذي فتح مع مسؤولي الفرق البرلمانية، الذين قاموا بدور الوساطة، إذ تم تجاوز عدد من النقاط التي كانت ضمن الملف المطلبي، مقابل التأكيد على تلك التي تهم الرفع من ساعات التكوين نظير تقليص سنوات الدراسة، إلى جانب وقف القرارات المتخذة في حق زملائهم، ثم النقطة التي تهمّ دورات الامتحانات، وهو الأمر الذي بيّن بأنه كان من الممكن جدا التوصل إلى تسوية لهذا الموضوع دون هدر كل هذا الزمن من الموسم الدراسي، وفقا لمصادر طلابية في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي»، التي شددت على أنه رغم كل الليونة التي تم اعتمادها من طرف الطلبة إلا أن التعنت تواصل على مستوى دواليب الحكومة، مما يؤكد على أن هذا الملف تحكّمت فيه عوامل غير معروفة بعيدا عن المصلحة العامة والفضلى للوطن وللمواطنين بالشكل الذي ينعكس إيجابا على الصحة العامة.
وإلى غاية أمس الاثنين، أكد عدد من أطباء الغد في تصريحات للجريدة، على أن الوضع المقلق لا يزال هو نفسه، وبأن الأزمة تتواصل في غياب أي بادرة للانفراج، بشكل مثير للاستغراب، مشددين على أن الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع هذا الملف توحي كما لو أنها غير معنية بما يقع ولا بتداعيات هذا الوضع، وبأن لها اهتمامات أخرى بعيدة عن التكوين الطبي العمومي وبالمدرسة العمومية بشكل عام.