التكوين الأكاديمي في مجال المال وتسيير المقاولات جعل الرؤساء الذين تعاقبوا على تسيير فريق الفتح يتبنون الفلسفة “البراغماتية” في تدبير شؤون الفريق، سواء في الشق المالي أو البشري وخاصة في تدبير “الميركاتو”، حيث
كان الاهتمام به يتغير تبعا للأهداف المسطرة خلال كل موسم كروي.
وأبعد تحديد الأهداف نادي الفتح الرياضي عن التهافت المتوحش وغير المعقلن في تدبير صفقاته، الشيء الذي أخرجه من لوائح الفرق التي لا تخرج من أزمة مالية حتى تدخل أخرى أعمق، ولينتهي بها المطاف في لائحة المنع من الانتدابات.
وساعدت استراتيجية التكوين فريق الفتح على النجاح في تدبير انتداباته من اللاعبين ،خاصة وأنه يتوفر على أكاديمية لكرة القدم، يمكن اعتبارها نسخة ناجحة من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.
وتجلت العلاقة الجدلية بين الأهداف المسطرة والانتدابات بشكل كبير، خلال التعاقد مع الأطر المغربية “حسين عموتة” ،”وليد الركراكي” و”جمال السلامي”.
وهكذا نجد أن إدارة الفريق خلال فترة هؤلاء المدربين كان هدفها اللعب على الواجهة الإفريقية، والبطولة، وكأس العرش.
ولتحقيق أحد هذه الأهداف رفع فريق الفتح شعار: “لا لانتقال لاعبي النادي إلى الأندية المغربية المنافسة”، ومكنت الصرامة في عدم تسريح لاعبيه للأندية المنافسة، وخاصة فرق الوداد الرياضي، الرجاء الرياضي والجيش الملكي، من أن يحقق الفتح مجموعة من الألقاب.
وتطبيقات لسياسة رابح / رابح لم يغلق نادي الفتح الأبواب أمام لاعبيه المرغوب فيهم من طرف بعض الأندية الأوروبية، وخاصة تلك التي كانت لها اتفاقيات شراكة.
ومكن هذا التوجه مجموعة من اللاعبين من خوض تجارب احترافية، وبعقود رفعت قيمتهم التسويقية بشكل كبير. والنموذج نجده في كل من نايف أكرد، مراد باتنة، وبشكل أقل مروان سعدان، ياسر جريسي وبدر بولهرود.
ودفعت الفلسفة البراغماتية التي ينهجها النادي، انطلاقا من أهدافه المحددة، إلى فتح أبواب انتقال لاعبيه إلى الأندية المغربية، حيث أصبح لاعبو الفتح، ومنهم بعض ركائز الفريق الرباطي، يعززون صفوف العديد من أندية البطولة الاحترافية .
وهكذا انتقل الحارس بنعبيد وحريمات إلى فريق الجيش الملكي، وقبلهما استفاد كل من ناديي الرجاء والواد من خدمات لاعبين كانوا تألقوا في الفتح (منتصر لحتيمي، المهدي موهوب، نوفل الزرهوني، أيوب سكوما) . فأصبحت
العديد من الأندية الكبيرة في البطولة الاحترافية تتنافس للظفر بصفقة او صفقات لاعبي الفتح.
وسجل الميركاتو الشتوي المفتوح حاليا، تنافسا قويا بين فريق الجيش الملكي والوداد الرياضي، على انتداب لاعب وهداف نادي الفتح الرياضي حمزة هنوري.
ويظهر أن نادي الوداد الرياضي عرف كيف يفوز على نادي الجيش الملكي في هذه الصفقة، لأن إدارة النادي العسكري لا تبالغ في دفع مبالغ مرتفعة في جلب اللاعبين مهما كانت حاجتهم إليه. ويبقى الرابح الأول في هذه الصفقة هو نادي الفتح، الذي تعامل بذكاء، عندما وضع في الحسبان بأن نهاية شهر يونيو القادم سيكون تاريخ نهاية عقده مع اللاعب، الذي سيكون أيضا رابحا من العملية، لأنه
سيوقع لموسمين مع فريق الوداد بتحفيزات مالية مهمة.
وتأتي أهمية التوقيع في كون نادي الوداد يطمح إلى تحقيق الألقاب هذا الموسم، خاصة وأن مكتبه المديري رصد أكثر من 10 ملايير سنتيم لتدبير أمور القلعة الحمراء، خاصة وأن النادي سيمثل الكرة المغربية في كأس العالم للأندية.
يذكر أن نادي الفتح الرياضي نهج منذ سنوات إستراتيجية التكوين الخاص بكرة القدم، والذي أحدث حسب معايير عالمية، وهو ما مكن النادي من الاستفادة من خدمات العديد منهم أو بيعهم إلى فرق أخرى، كما هو الشأن بالنسبة للاعب حمزة أفصال، الذي وقع سابقا في كشوفات حسنية أكادير، والذي يحمل ألوان فريق المغرب الفاسي.
ويتم التكوين داخل أكاديمية اتحاد الفتح الرياضي بالإعنماد على “دراسة ورياضة”، حيث تضم أكاديمية الفريق 68 لاعبا في طور التكوين . وإلى جانب ذلك هناك مدرسة النادي، التي يبلغ عدد المسجلين فيها 3600 تلميذا، يؤطرهم 104 مدربين.