لم يفهم أحد ممن تابعوا المباراة سبب توتر أعصاب اللاعبين، اللذان يحكى أنهما محترفين، ومن المفروض أن يكونا قدوة للاعبين الشباب الممارسين خارج المغرب والمحليين، فالمناداة باسم زياش لا نظن أنه يعنيهما في شيء، اللهم إذا كان هناك ما لا نعلمه في الموضوع,
شهدت المباراة الودية التي جمعت الفريق المغربي لكرة القدم بنظيره الهولندي تصرفا غير مسؤول من اللاعبين « المحترفين « يونس بلهندة ونبيل درار من خلال ردة فعل تجاه الجماهير القليلة التي تابعت اللقاء وذلك بسبب هتافها باسم لاعب أجاكس حكيم زياش.
أسمع اللاعبان الجمهور ما طاب ولذّ من الكلام النابي في مشهد غير مألوف بالفريق الوطني، مما أثار الاستياء بالمدرجات، حيث لم يسبق أن حدث هذا السلوك حتى مع لاعبين أكثر قيمة وعطاء من اللاعبين المذكورين.
لم يفهم أحد ممن تابعوا المباراة سبب توتر أعصاب اللاعبين، اللذان يحكى أنهما محترفين، ومن المفروض أن يكونا قدوة للاعبين الشباب الممارسين خارج المغرب والمحليين، فالمناداة باسم زياش لا نظن أنه يعنيهما في شيء، اللهم إذا كان هناك ما لا نعلمه في الموضوع,
السؤال الذي يطرح نفسه بعد الذي حدث، هو ماذا كان سيكون تصرف اللاعبين لو حدث مثل الذي حدث في ملعب أكادير بملاعب فرنسا؟
هل كانا سيجرؤان على اقتحام المدرجات وسب الجمهور؟
وهل كان نبيل درار سيملك الشجاعة لنزع قميصه واستعراض عضلاته أمام الفرنسيين كما فعل في يوم رمضاني بأكادير؟
والسؤال الأهم، هو ماذا كان سيكون موقف الجامعة الفرنسية تجاه أي لاعب تصرف بتلك الطريقة المتخلفة التي أظهرت بجلاء القيمة الأخلاقية لدرار وبلهندة؟
حتما لم تكن الجامعة الفرنسية لتترك القضية تمر هكذا بسلام وكأن شيئا لم يحدث، لأن ما حصل على علاقة بشرف القميص الوطني، وبواجب الاحترام الملزم لجميع مكونات المنتخب تجاه القميص وتجاه الجمهور الذي تجاوز صعوبة التوقيت في يوم رمضاني وجاء لمتابعة اللقاء، لأن تجاوز مثل الذي حدث، لا يمكن إلا أن يسيء لصورة اللاعب المغربي وتربيته، ويشجع آخرين مستقبلا على نزع أكثر من القميص كما فعل درار، وفي النهاية، فالمشهد أساء لاسم المغرب الرياضي وغيره.
كان من المفروض بعد تصرفات درار وبلهندة، أن تتدخل الجامعة وتجبر اللاعبين على الأقل، على تقديم اعتذار للجمهور الذي حضر للملعب وللباقي الذي تابع المباراة عبر شاشة التلفزيون، وأن تتقدم هي الأخرى بنفس الاعتذار، إلا أننا قرأنا تصريحا صحفيا، بأحد المواقع الالكترونية، لشبح جامعي لم يرغب في الإدلاء باسمه، أن الجامعة لن تعاقب اللاعبين على فعلتهما وأنها تنتظر أن يتقدما طواعية بالاعتذار. أهناك أكثر من هذا العبث، وهي نفس الجامعة التي لا تردد في معاقبة اللاعب المحلي لتصرف لا رياضي، وبالرجوع إلى عقوبات اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة، يتضح ذلك بجلاء. وتبرر اللجنة عقوباتها دائما بعبارة « هذه القرارات جاءت من أجل إحلال الروح الرياضية ونبذ أي سلوك لا أخلاقي».
ربما ما حدث في ملعب أكادير يدخل بمنطق المسؤول الجامعي الشبح، في إطار « الأخلاق الرياضية وتشجيع السلوك الرياضي»، وهي إشارة إلى باقي اللاعبين بأن يتصرفوا كيف يشاؤون، وينزعون قمصانهم وكل ما يمكن أن ينزع، ولا داعي لأن ينشغلوا بردة فعل الجمهور أو ما يكتب في حقهم على قلته.