كِـدْتُ أنتمي للبوهيميين الصادقين

 

إهداء للشاعر
عبد الكريم الماحي

1 – كنتُ أحاول استرجاع شذرة كتبتها في الثمانينات من القرن الماضي بعنوان الراهب البوهيمي « ابّا عبدالقادر « الذي تخلّى عن عمله وتَحَكُّـم الأسرة ، اعتزل وبنى خيمته بجوار شاليه تسكنه زوجة الملاكم العالمي ميشال ساردو التي خانها من أجل إيديت بياف ….. كم كان يعجبها أن أكون في الفجر أهيئ عدتي للصيد وهي تدردش وكان علي أن أحترم رغبتها في الحديث والحكي وحتى الثرثرة ( ولي أصدقاء يعرفون هذا ) …. كانت عندي الخاطر ….. وكنت أضحي بفرصتي الذهبية في اصطياد السمك ( الصيادون يعرفون هذا ) …..
اقترحت على أستاذ لي (ناقد وروائي وقاص ) مشروع كتابة سيرتها وتحمس للفكرة وطلب مني أن أصاحبه في نفس الظروف التي ألاقيها، وهي واقفة تحدثني كالعادة . حدثت ظروف أجلت المشروع حتى انفلت.
عزلتها في فضاء واسع قبالتها البحر وخلفها حقول للفلاحة ولا زائرون غير الأحفاد من البيضاء يشتغلون في ميكانيك السيارات.
2 – فيقني خليل جبران : أنا حي فيك
طلبت التسليم : جبران المهجر أو جبران الدار البيضاء ؟
جبران المهجر ما (ء ) في كثير من جنانات الشعر
وجبران البيضاء عندو توأمو في الجديدة: ماحي
تمرد على المجتمع ونفاقه واعتزل
اعتزل من أجل إبداعه الخاص
اعتزل في كتابته
باش يقول للعالم : طـــــــــــــز
وتحيــــــــا الحياة،
ومن غير الإبداع ما كاين وجود .
3 – كثير من الخانعين ضمن القطيع لأسوار المجتمع لا يفهمون حق التمرد والانعزال ….
أتفهم سلوك المحافظين وأحترم صراحتهم، ولكـني أحتقر من يدعون التقدمية واليسار ولكنهم عندما يخالطون المواطنين يصبحون تقليديين ورجعيين
4 – أتحاشى البوهيميين الأصيلين فقط لأني أومن بحقهم، وأميل إلى اختياراتهم وليست لي شجاعة كي أنضم إليهم
اعذروني …. اعذروا خيانتي لكم
كدتُ أنتمي إليكم


الكاتب : أحمد لمسيح

  

بتاريخ : 21/06/2024