من تابع مسار الفريق الوطني لكرة القدم للنساء في الفترة الأخيرة يرى كيف كبر الحلم وكيف بدأ حينما بلغ منتخبنا الوطني نهائي كأس افريقيا للسيدات سنة 2022 حيث نعتبر أول منتخب عربي نسائي يصل إلى نهائي البطولة القارية، وكيف تأهلنا كذلك إلى كأس العالم للسيدات 2023 المقامة بأستراليا ونيوزلندا وبذلك فنحن نعتبر أول منتخب بشمال افريقيا يتأهل لكأس العالم لكرة القدم الناعمة.
من يرجع لتاريخ بدايات المنتخب الوطني للنساء يقف عند مشاركات مشرفة منذ سنة 1998 حينما تعادل مع منتخب جنوب افريقيا وهي أول مباراة دولية خاضتها لبؤات الأطلس ومنذ ذلك الزمن بدأ الحلم.
في سنة 2006، تمكن الفريق الوطني النسائي من بلوغ المربع الذهبي لكأس العرب للسيدات حيث تفوقنا على المنتخب اللبناني حينذاك.
لكن، في لحظة واحدة كيف طبع البعض مع ثقافة التبخيس والتبئيس معا، وكيف انهالت التعليقات المسيئة في وسائل التواصل الاجتماعي مشحونة بكل أشكال الاستهزاء والاستفزاز، بل وحتى التقريع أحيانا وبالعنف الرقمي أحيانا أخرى بل امتد ذلك إلى السب والشتم وممارسة كل أشكال العنف المبني على النوع ضد لاعبات المنتخب الوطني لا لشيء إلا لأنهن نساء أولا ولأنهن انهزمن أمام فريق ألمانيا المعروف بإمكانياته البدنية والتقنية العالية ثانيا.
ظهر هذا السلوك المرضي مباشرة بعد الإعلان عن نهاية مباراة الفريقين بطرق مختلفة تعكس تفشي ثقافة مجتمعية موغلة في الذكورية تنظر لكل ما هو مؤنث بالدونية والتنقيص وزعزعة الثقة وخفض منسوبها إلى درجة الهجوم بسبب أو بدونه لأن وجود منتخب النساء اليوم على المستوى العالمي أصبح مقلقا بالنسبة لهؤلاء الذكوريين الذين ينتصرون لثقافة الهدم لكل أشكال النجاح والتواجد والامتداد المؤنث بجمل وعبارات لا تمت للنقد المستحب بصلة، لكنها تنهل من معجم التحقير والتنقيص من أداء اللاعبات المغربيات والتقليل من أهمية مشاركتهن، لتصبح صورة الرمز العالمي ترمز كذلك لما هو سلبي بهدف النيل من المنتخب الوطني وهدم كل ما راكمته بناتنا بدل اعتماد لغة التحفيز والتشجيع والبناء.
وحتى لا نبخس بناتنا جهدهن وعملهن، لبؤات الأطلس بقيادة الكابيتانة غزلان الشباك حققن ما عجزت عنه كل المنتخبات العربية والإقليمية في بلوغ نهائيات كأس العالم، بطموح ورغبة في الاستمرار والمحاولة تحدوهن عزيمة كبيرة وإرادة جامحة لتحقيق تواجد المغرب حتى في الكرة الناعمة ومواصلة المشوار المشرف الذي بدأ منذ انطلاق البطولة القارية 2022 ،بمعنويات عالية لمواصلة طريق البناء بثبات وتجاوز كل مكامن الخلل بعد الوقوف عند كل التفاصيل.
إننا فخورون وفخورات بهن مهما كانت النتائج وتعددت الخسائر، يكفي أننا سنستمع للنشيد الوطني مجددا وسنباهي به الأمم مرة أخرى وستعصف بنا كل مشاعر الفخر والحب من جديد.
شكرا للبؤات الأطلس، شكرا لأنكن تقاومن هناك، نحن سعداء وسعيدات بكن مهما كانت النتيجة، يكفينا فخرا أنكم تقارعن أعتد المنتخبات فطريق الألف ميل تبدأ بخطوة وقد خطوناها معكن وبفضلكن بثبات.