لغط في مواقع التواصل الاجتماعي يصاحب دعوة شيرين للغناء في الرياض

أثار دعوة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب للغناء في المملكة العربية السعودية ردود فعل قوية في مواقع التواصل الإجتماعي بين مؤيد ومعارض، إذ نشط المدونون السعوديون وتساقطت التعليقات بغزارة خاصة في التويتر، مباشرة بعد الإعلان عن استعدادها لإحياء حفل فني غنائي في العاصمة الرياض، هذا اللغط الذي صاحب هذه الدعوة، جاء رغم أن المملكة استضافت من قبل، وباقي مدن المملكة، الكثير من الفعاليات الفنية والترفيهية بعد سنوات من المنع، حيث زار العديد من الفنانين العرب وغيرهم من النجوم العالميبن السعودية هذه السنة، مباشرة بعد الانفناح الذي سلكته المملكة كمنهج، إذ أنشأت هيئة حكومية للترفيه، وهو ما رأى فيه متتبعون قرارا سياسيا انتصرت فيه الدولة على المتشددين الذين يرون أن الفن والترفيه حرام.
الملايين من السعوديين تفاعلوا مع هاشتاغ يحمل عنوان”شيرين في الرياض”، وقد شغل الموضوع الإعلام الخليجي والعربي والعالمي أيضا، الذي تناول الموضوع من عدة زوايا، وخلص إلى أن المملكة العربية السعودية تنتصر للانفتاح .
المدافعون عن حضور شيرين كتبوا أن هذا الحفل الفني سيقتصر حضوره على النساء فقط، وستباع تذاكره بأسعار عالية تصل حد عشرة آلاف ريال أي ما يعادل أكثر من 2500 دولار، في حين أن ريع الحفل سيذهب لمساعدة مرضى السرطان من الأطفال.ارتفاع أسعار التذاكر جعل الفنانة شيرين تخرج عن صمتها وتوضح أنها غير مسؤولة عن ذلك
جمعية ?سند? الخيرية لدعم الأطفال، هي من دعت الفنانة شيرين بالذات، لإحياء حفل الليالي العربية الخامس والذي يقام برعاية الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، وهو ما اعتبره العديد من المتتبعين بمثابة إضفاء طابع رسمي عليه.
وتفاعلا مع النقاش الذي مازال محتدما حول الموضوع، دخلت الجمعية الخيرية على الخط وكشفت عبر وسائل إعلام سعودية أن فنانات مثل بلقيس وأسماء لمنور أحيين حفلات سابقة بالفعالية ذاتها وفي مدينة الرياض أيضاً وبأسعار تذاكرعالية دون أن يحدث هذا الجدل الذي رافق الإعلان عن حفل شيرين.
العديد من المغردين السعوديين كما نقلت وسائل إعلام سعودية أكدوا أن حفل شيرين لا يختلف عن حفلات عدة شهدتها المملكة، وحضر بعضها الرجال أو النساء، فيما حضر بعضها الآخر الجنسين في اختلاط لم يكن معهوداً منذ سنوات.
ورغم كون الحفل خيري وتقتصر تذاكره على سيدات الأعمال في السعودية والطبقة الثرية، إلا أن حضور شيرين إلى السعودية وغناءها على مسرح، يمثل كسراً رمزياً بالفعل لغياب الفنانات العربيات عن الحفلات الفنية الكثيرة التي شهدتها السعودية في الأشهر الماضية، تقول بعض وسائل إعلامية، وزادت قائلة إنه من غير المتوقع أن يتم إلغاء حفلة شيرين بسبب الانتقادات والجدل حولها، وهو ما كان سائداً في الماضي عندما كان يتم إلغاء حفلات بعد الإعلان عنها، أو خلال إحيائها، حيث يوقف أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تلك الفعاليات بالقوة قبل أن تقلص المملكة من صلاحيات رجالها المعروفين باسم “المطاوعة” وتمنعها من تلك التصرفات.
ويتوقع، تضيف، أن تشهد فعاليات مقبلة في السعودية مشاركة فنانات عربيات شهيرات وفق ضوابط تضعها هيئة الترفيه الحكومية وتمثل رأياً وسطاً يراعي القيود التي يطلبها رجال الدين الذين يتبنون تفسيراً متشدداً للشريعة الإسلامية المطبقة في المملكة من جهة، ويراعي من جهة أخرى متطلبات منظمي ومعدي ومؤديي الحفل والفرق الموسيقية المرافقة لهم لنجاح حفلاتهم.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 16/10/2017