للمخرج طارق الشاط .. مسرحية «بائعة الكبريت» أم «أوبرا بائعة الفرح»….

افتتحت فرقة مسرح الأفق بتطوان موسمها المسرحي لسنة 2020، بعرض يحمل تصورا مغايرا من حيث اختيارها لمتلق قلما يحظى بعروض مسرحية ترفع من ثقافته الجمالية و تؤهله لمتلق يتقن فن الإختيار.. وهذه التجربة ترسخت في ريبرتوار « مسرح الأفق» إلا أنها هذه المرة بعرض مسرحي قد يعتقد الكثيرون أن موضوعه موجه للطفل بصفة عامة..لكن مسرحية «أوبرا بائعة الكبريت» التي تم عرضها بمسرح «للا عائشة» بالمضيق يوم السبت 29 فبراير 2020 جعلت المتلقي يقتنع بأن العرض المسرحي يستحق اهتمام الكبار أيضا، رغم أن مخرج العرض المسرحي، وهو الأستاذ طارق الشاط، يعتبر هذا العمل بالنسبة له، امتدادا لتجربته الإخراجية المحترمة، وأول عمل مسرحي موجه للطفل يحظى باشتغاله. وقد وفق في إعطائه بعدا مغايرا.
«لبائعة الكبريت»، هي قصة قصيرة من تأليف الشاعر والأديب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن.. وما يلاحظ أن هذه القصة اشتغل عليها مخرجون مسرحيون عديدون كل بتصوره المتفرد، إلا أن طريقة توظيف شخصياتها على خشبة المسرح وإضفاء البعد المرح على القصة، وتميزها بالحيوية والنشاط من خلال لمسة المخرج طارق الشاط، جعلها تتحول من «بائعة الكبريت» إلى «بائعة للفرح، للنور وللابتسامة..» من خلال جوقة متنقلة من الممثلين وهم الأستاذ عبد السلام الصحراوي، نجيب عبو، ريما غزولة، فاتن بن عبد الوهاب، ندى غزولة، الذين أثثوا فضاء احتفاليا يغلب عليه طابع الحكي الأنيق المصحوب بخروج و دخول الممثلين من حالات إلى حالات في رشاقة وحيوية وجمال وخفة دم.. وهذا يذكر بشكل جلي بـ «كوميدا دي لارتي».
هذا الفريق المسرحي بجميع مكوناته أخرج قصة «بائعة الكبريت» من جانبها الحزين والمأساوي، حسب التجارب المسرحية المختلفة، التي عالجتها، إلى إبداع باغث أفق انتظار المتلقي باقتناص كل مكونات العرض المسرحي، وهنا تكمن قوة «أوبرا بائعة الكبريت» الذي يحمل في نواته بذرة الأمل لأفق أفضل……


الكاتب : محمد صالح   

  

بتاريخ : 20/11/2021