لمواجهة الأذى المادي والمعنوي الذي تتعرض له الشغيلة العاملة في القطاع الدعوة لإحداث مرصد وطني للعنف في الميدان الصحي

دعا المشاركون في أشغال ندوة افتراضية تم تنظيمها من طرف جمعية مبادرات بدون حدود، مساء الخميس 3 يونيو، إلى إحداث مرصد وطني للعنف في الميدان الصحي، يهتم برصد وتتبع كل الحالات التي يمكن تسجيلها في هذا الباب والتي تستهدف العاملين في القطاع الصحي، مع تقديم مجموعة من المقترحات والبدائل التي من شأنها التقليص من هذه الظاهرة والحد من تبعاتها العضوية والنفسية على المتضررين.
وأكد البروفسور بنعلي، الأستاذ في كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، أنه ليست هناك معطيات رقمية رسمية عن العنف الذي يطال العاملين في المجال الصحي، سواء في القطاعين العام أو الخاص، أكان عنفا ممارسا ضدهم من طرف مرضى أو مرافقين لهم، أو تعلق بعنف بين الزملاء في ما بينهم، أو تعرضوا له وهم متوجهون أو مغادرون لمكان العمل، من أجل السرقة أو غيرها، بعيدا عن ظروفه وسياقاته. وشدّد الخبير في طب الشغل على أن مواقع التواصل الاجتماعي تبقى هي الفضاء الذي يتم من خلاله تبادل حالات عنف تم توثيقها بالصوت والصورة في عدد من المرات، والتي تعكس هذا النوع من العنف، الذي لا يستطيع أحد قياس درجة تفشيه، إن كان الأمر يتعلق بحوادث معزولة وتم تضخيمها من طرف هذه المواقع، أم أنها مستشرية بالفعل لكن لا يتم التبليغ عنها؟ مؤكدا أن غياب المعطيات الرقمية الخاصة بالعنف يقابله كذلك غياب دراسات تهمّ الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.
وأبرز البروفسور بنعلي أن هذه الأسئلة لا تلغي وجود حالات عنف مادي، إضافة إلى أخرى ترتبط بالشق المعنوي منها، فضلا عن حالات التحرش الجنسي، وغيرها من الوقائع المختلفة، داعيا إلى إحداث مرصد وطني للعنف في الميدان الصحي يقوم بتتبع شكايات المتضررين محليا، إقليميا، جهويا ووطنيا، والقيام بدراسات ميدانية الهدف منها تحديد مكامن الخلل والدوافع للإقدام على هذا العنف بمختلف مستوياته، وتسطير برامج تكوينية في الموضوع، فضلا عن تقديم مقترحات سواء في الشق القانوني لحماية العاملين في القطاعين العام والخاص، أو على مستوى تصميم البنيات الاستشفائية، وكيفية تعزيز الحضور الأمني بما يحافظ على سلامة العاملين والمتفقين في الفضاءات الصحية بعيدا عن كل أشكال العنف غير المرغوب فيها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 07/06/2021