في سياق الاحتفاء بليلة الأروقة، كانت المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة تطوان الحسيمة على موعد فكري وجمالي باذخ ،عانق فيه التعبير البصري المنجز الفكري، والتأم حوله فنانون ونقاد وإعلاميون من أطياف وأجيال مختلفة، حيث نظمت المديرية برواق محمد الإدريسي بطنجة ليلة 6 من دجنبر الجاري معرضاً فنياً للفنان المغربي المقيم بالديار الفرنسية نور الدين المراكشي، تميز بأسلوب تشكيلي خاص وظف من خلاله حروف الميم والحاء والدال في وضعيات تعبيرية ومساقات فنية مختلفة ،راهنت على تجاوز التعبير الحروفي نحو ضرب من الزهد في توظيف الألوان والكتل والأشكال في أفق خلق هارمونيا بصرية تجسر العلاقة بين المتعالي والمحايث،المطلق والنسبي.
وأيضا كان زوار المعرض على موعد مع حفل تقديم وتوقيع كتاب الأديب والإعلامي محمد معتصم الموسوم ب” في محراب التشكيل،مقامات حوارية”الصادر عن دار أبي رقراق بالرباط.وكان المنجز المذكور من تقديم الباحث الجمالي الدكتور محمد الشيكر الذي نوه بالكتاب ،مبرزاً قيمته الفكرية وأهميته الأكاديمية في إغناء المكتبة المغربية والعربية ،ومن ضمن ما جاء في معرض كلمته تأكيده على أن “منجز الكاتب محمد معتصم فريد في جنسه؛لأن صاحبه ٱثر الولوج إلى عوالم الفنانين المخملية والموصدة عن طريق الحوار الذي امتد ليغدو مقاماً وجودياً يتصادى عبره صوتا المحاوِر والمحاوٓر،على نحو يمكن القارئ من الاقتراب من عالم الفنان ومن أفقه السيكولوجي والإبداعي”.وفي كلمة للمحتفى به، أشار الأستاذ محمد معتصم إلى أن منجزه الحواري” يندرج في إطار مشروع وسائطية حوارية يتم إنجازه عبر أجزاء متعاقبة تتغيّا الاقتراب من عالم الفنانين المغاربة والعرب،والإصغاء إلى رؤاهم وتمثلاتهم للمشهد البصري المعاصر ،ولمشاريعهم الفنية والثقافية المقبلة”. و في ختام هذا اللقاء الفني أكدت زهور أمهاوش ،المديرة الجهوية للثقافة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، حرصها على إيلاء كبير العناية لسائر التعبيرات الفنية والفكرية التي تزخر بها الجهة، وذلك بوصفها رأسمالاً لامادياً له أهميته الكبرى في النموذج الجديد للتنمية.