مئات الفنانين البريطانيين يطالبون حكومتهم بحمايتهم من الذكاء الاصطناعي

حثت مئات الشخصيات والمؤسسات الرائدة في القطاع الإبداعي في المملكة المتحدة رئيس الوزراء كير ستارمر على حماية حقوق الطبع والنشر للفنانين وعدم «التنازل عن أعمالهم» لصالح شركات التكنولوجيا الكبرى. ووجه هؤلاء رسالة مفتوحة إلى كير ستارمر اليوم السبت، عبروا فيها عن قلقهم إزاء الخطر الذي يتهدد مصدر رزقهم، مع استمرار الجدل حول خطة حكومية تسمح لشركات الذكاء الاصطناعي باستخدام الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر من دون إذن. وشدد الموقعون على الرسالة على أهمية حقوق الطبع والنشر التي وصفوها بأنها «شريان الحياة» بالنسبة إليهم، ونبهوا رئيس الوزراء البريطاني إلى أن التغيير القانوني المقترح سيهدد مكانة بريطانيا باعتبارها قوة إبداعية رائدة.
وجاء في الرسالة: «سنخسر فرصة نمو هائلة إذا تنازلنا عن أعمالنا بناءً على طلب حفنة من شركات التكنولوجيا الأجنبية القوية، ومعها دخلنا المستقبلي، ومكانة المملكة المتحدة باعتبارها قوة إبداعية، وأي أمل في أن تُجسّد تكنولوجيا الحياة اليومية قيم المملكة المتحدة وقوانينها». كذلك حثوا الحكومة على قبول تعديل على مشروع قانون البيانات اقترحه عضو البرلمان من حزب العمال والناشط البارز ضد مقترحات حقوق النشر بيبان كيدرون. يسعى كيدرون، الذي أعد رسالة الفنانين، لفرض تغيير يُلزم شركات الذكاء الاصطناعي بإبلاغ مالكي حقوق النشر بالأعمال الفردية التي استخدمتها في تدريب نماذجها. وطالبت الرسالة البرلمانيين من جميع الأطياف السياسية وفي كلا المجلسين بدعم هذا التغيير، «لدعم الصناعات الإبداعية في المملكة المتحدة». وأضافوا: «دعمنا يدعم مبدعي المستقبل. عملنا ليس ملككم لتتنازلوا عنه».
سيُطرح تعديل كيدرون للتصويت في مجلس اللوردات الاثنين المقبل، رغم أن الحكومة أبدت معارضتها للتغيير، وأكدت أن عملية التشاور الجارية حالياً هي العملية الصحيحة لمناقشة تعديلات قانون حقوق النشر. بموجب الاقتراح الحكومي، ستتمكن شركات الذكاء الاصطناعي من استخدام المواد المحمية بحقوق النشر من دون إذن ما لم «يختَر» صاحب حقوق النشر الانسحاب من العملية، عبر الإشارة – بطريقة لم تُحدد بعد – إلى أنه لا يرغب في أن يُستخدم عمله مجاناً.
والموقعون على الرسالة، وهم أكثر من 400، من أبرز الشخصيات والمؤسسات في مجالات الموسيقى والمسرح والسينما والأدب والفن والإعلام، ومن بينهم إلتون جون، وكازو إيشيغورو، وآني لينوكس، ورايتشل وايتريد، وجانيت وينترسون، والمسرح الوطني، ورابطة وسائل الإعلام الإخبارية، التي تمثل أكثر من 800 عنوان إخباري، بينها صحيفة ذا غارديان، وبول مكارتني، ودوا ليبا، وفرقة «كولدبلاي» وشركة شكسبير الملكية للمسرح.
وهذه ليست المرة الأولى التي يرفع فيها مبدعو المملكة المتحدة أصواتهم اعتراضاً على استيلاء الذكاء الاصطناعي على أعمالهم؛ ففي الشهر الماضي تظاهر العشرات من الكتاب والمبدعين الغاضبين أمام مقر شركة ميتا في لندن، شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة، احتجاجاً على «سرقة» أعمالهم لتدريب نماذجها للذكاء الاصطناعي، واستنكروا حينها ما وصفوه بـ»الصمت المطبق» من جانب حكومة بلادهم. وفي فبراير/شباط الماضي، أصدر أكثر من ألف موسيقي، من بينهم كيت بوش وكات ستيفنز، ألبوماً صامتاً احتجاجاً على التغييرات المقترحة على قوانين حقوق الملكية البريطانية التي قد تسمح لعمالقة التكنولوجيا بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي عبر استخدام أعمالهم.


بتاريخ : 17/05/2025