ماذا يحدث داخل فريق الرجاء الرياضي؟ الزنيتي يدشن طريق الهجرة الجماعية للاعبين والرئيس خارج التغطية

استقالات متتالية لأعضاء المكتب المديري وفعاليات خضراء تدخل المناصرين قفص الاتهام

مستخدمو النادي دون أجور لمدة ثلاثة أشهر

 

ماذا يحدث داخل فريق الرجاء الرياضي؟ وإلى أين يسير في ظل تسارع الأحداث خلال اليومين الأخيرين؟
سؤالان عريضان يطرحهما أنصار الفريق دون أن يجدوا لهما جوابا، خاصة أمام سياسة الصمت التي اختارها الرئيس عادل هالا ومن بقي من فريق عمله، الذي بدأ يتقلص بسبب استقالات متتالية.
وتباشر مجموعة من الفعاليات الخضراء اتصالاتها بهالا من أجل دفعه إلى الخروج إلى الرأي العام وتوضيح الحقائق، لأن سياسة التكتم لن تخدم مصلحة الفريق، الذي يسير نحو المجهول.
وفي هذا الصدد اجتمع الرئيس ببعض الأسماء الرجاوية، مساء أول أمس الثلاثاء، من أجل التوصل إلى صيغة تعيد قاطرة الفريق إلى سكتها العادية، لاسيما في ظل استقالة ستة أعضاء من المكتب المديري، بعدما التحق كل من محمد محرق وإلهام الدخوش بقافلة المستقيلين، التي انطلقت قبل أيام بالكاتب العام خالد فاكرني، وهشام الوزاني رئيس اللجنة الطبية، وعادل باقيلي، وسعيد الشرامي.
ومن المحتمل جدا أن تتعزز القائمة بأسماء أخرى في الساعات القليلة المقبلة، وبالتالي إسقاط المكتب المسير في حال استقالة الثلثين.
لقد كان يوم الثلاثاء غير عادي بالنسبة للفريق الأخضر، بعدما أصر العميد أنس الزنيتي على الرحيل، ما لم يتوصل بمستحقاته المالية العالقة في ذمة الفريق، والتي يقدر مجموعها بما يناهز 470 مليون، تتضمن حقوقا موروثة من زمن بودريقة وأخرى عن الموسم الرياضي الحالي.
وخير الزنيتي الإدارة الرجاوية بين صرف مستحقاته داخل أجل عشرة أيام أو الرحيل المجاني مع رفع النزاع إلى الجامعة، ليجد المكتب المديري للفريق نفسه بين خيارين أحلاهما مر، فكان اللجوء إلى أخف الأضرار، وهو الموافقة على رحيل العميد، الذي أنهى رسميا ارتباطا دام تسع سنوات ونصف، مقابل تنازله، حسب بلاغ عممه الفريق على صفحاته الرسمية، على جزء مهم من مستحقاته وجدولة الباقي على دفعات.
ومباشرة بعد فك الارتباط مع الرجاء، توجه الزنيتي صوب الإمارات العربية المتحدة، حيث من المقرر أن يلتحق بفريق الوصل، في صفقة انتقال حر.
وقاد الزنيتي، طيلة مدة تواجده بمركب الوازيس، فريق الرجاء إلى تحقيق العديد من الألقاب القارية والمحلية، ما جعله أحد الركائز الأساسية للنادي.
وخلف رحيل الزنيتي مفاجأة كبيرة داخل البيت الرجاوي، حيث لم يكن أشد المتشائمين يتوقع مغادرته بهذه السرعة والظرفية، حيث أكدت مصادرنا على أن الخروج من مسابقة دوري أبطال إفريقيا عجل بهذا الرحيل، حيث كان هذا اللقب هو الوحيد الذي ينقص خزانة العميد الرجاوي، كما أن مماطلة الرئيس وعدم التزامه بالوعود التي يطلقها يمينا ويسارا دفع الزنيتي إلى تفعيل بند فسخ العقد.
ومن المقرر أن يسير على نفس منوال الزنيتي مجموعة من اللاعبين الذين ستنتهي عقودهم خلال يونيو المقبل، على غرار الزرهوني والنفاتي وبوغرين وبولكسوت  وزريدة وحتى خفيفي، وهي أسماء مؤثرة داخل الفريق، وقادته خلال الموسم الماضي إلى تحقيق الثنائية بصفر هزيمة.
وبدوره يصر الظهير الأيسر يوسف بلعامري، وبسبب خلاف شخصي مع الرئيس، خاصة بعد التصريحات الأخيرة التي طالب فيها جميع الفعاليات الرجاوية بتحمل مسؤوليتها في ما يقع داخل النادي، على كسر عقده، الذي يتضمن شرطا جزائيا بقيمة تناهز المليار سنتيم، وبالتالي الرحيل عن القلعة الخضراء، بعدما توصل بعرض من فريق دنماركي، يباشر مفاوضات ماراثونية مع الإدارة الرجاوية، سيما وأنه اشترط تقسيم المبلغ إلى دفعتين، لكن المكتب المديري رفض الاقتراح، ويلح على التوصل بالمبلغ دفعة واحدة.
ومن جهة أخرى، عادت العديد من الفعاليات الخضراء إلى التأكيد على أن الفريق يؤدي غاليا ثمن تتويجه في الموسم الماضي بلقبي البطولة وكأس ومن دون أية هزيمة، مشيرة إلى أن الرئيس السابق، المتواجد رهن الاعتقال بالديار الألمانية، مازال يتحكم في خيوط الفريق، وأنه يتابع كل الأمور بأدق تفاصيلها.
وأضافت ذات المصادر أن التاريخ يعيد نفسه من جديد، حيث أنه عندما غادر الرئاسة أول مرة سنة 2016، ترك الفريق غارقا في الديون، ومازال يعاني تبعات أربع سنوات من التسيير الانفرادي إلى الآن، وهذه المرة أضاف المشكل التقني إلى قائمة الهموم، حيث سيجد الفريق نفسه في مواجهة هجرة جماعية لأبرز نجومه، مؤكدة أن اعتقال امحمد أوزال، الذي كان يبادر إلى التدخل لتخفيف الأزمة، وإيجاد حلول وسطى، ساهم بدوره في تفاقم الأزمة، خاصة وأن بعض أعضاء المكتب المديري للرجاء، يتهمون الرئيس الحالي بالتعتيم وإخفاء الحقائق.
وتحمل العديد من المصادر الرجاوية الألترات المساندة للفريق مسؤوليتها في ما يقع داخل البيت الأخضر، لأنها هي الأخرى ارتكبت أخطاء مؤثرة، وكانت لها تداعيات سلبية على واقع وحاضر ومستقبل الفريق، بدليل الحملة الممنهجة التي تعرضت فيها لرموز الفريق، تحت شعار باستا، وقدمت الرجاء فوق طبق من ذهب لمحمد يودريقة، رغم صغر سنه وافتقاره للتجربة، فكانت ولايته كارثة على الفريق، رغم أنه بلغ معه نهائي كأس العالم للأندية سنة 2013.
ومن أخطاء الألترا تدخلها في شؤون التسيير، عبر تهديد بعض الرؤساء، ودفعهم إلى تقديم الاستقالة، كما أنها دعمت رئيسا من خارج المحيط الرجاوي – عزيز البدراوي – وزفته إلى الجماهير في تطاول على النظام الأساسي للرجاء، وبعد سنة ثارت ضده ورمته من النافذة، لتعود إلى التهليل لعودة بودريقة، الذي وجد نفسه “هاربا” من العدالة المغربية، ويترك مكانه لنائبه عادل هالا، الذي أدار سابقا حساب إحدى الصفحات الرجاوية، وكان المنتقد رقم واحد لطريقة تسيير الفريق، فـ “استحوذ” عليه واستعمل القانون الأساسي لقطع الطريق على كل من سعى لمنافسته، فكانت النتيجة كارثية بكل المقاييس.
وختاما نشير إلى أن أبلغ صورة تعكس ما يجري داخل البث الرجاوي هي الجرافات التي تهدم حاليا بعض مرافق مركب الوازيس، الذي يخضع لعملية إصلاح واسعة، من أجل تهيئته لاحتضان تداريب المنتخبات المشاركة في نهائيات أمم إفريقيا 2025.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 16/01/2025