صدر حديثا للمفكر المغربي محمد مصطفى القباج كتاب حول «مبحث الحرية في الفكر المغربي المعاصر». الكتاب الواقع في 206 صفحة، والذي تزين غلافه لوحة للفنان المغربي أحمد بن يسف بعنوان «الحرية»، صدر عن منشورات دار ما بعد الحداثة بفاس. وهو يقترح رحلة فكرية مشوقة عبر مدارس فكرية وأسماء مغربية متميزة في الثقافة المغربية الحديثة، حاولت تفكيك مفهوم الحرية، كل من منطلقاته وبأدواته المنهجية الخاصة. وقبل ذلك، يتناول القباج ، على سبيل التمهيد، اشكالية «الحرية وسيلة لمحاربة التخلف» عائدا الى مسار تأصيل وتطور المفهوم في حضن الفلسفة السياسية المعاصرة، بعد أن كان حاضرا في الفلسفات القديمة والعقائد والأساطير كمشكلة ميتافيزيقية وأنطولوجية.
يفتتح الكاتب جولته عبر أعلام الفكر المغربي وتفاعلهم مع مفهوم الحرية بالمفكر عبد الله العروي «والحاجة الى ضبط المفاهيم»، ويتوقف عند « مسألة الحرية في فكر وممارسات علال الفاسي»، ثم «الغدية هي الأصل..مبحث في النسق الفلسفي لمحمد عزيز الحبابي». ويحلل القباج « ثوابت ومتغيرات فكر عبد الهادي بوطالب» و «منظور عبد الكريم غلاب للثقافة والمثقفين» قبل أن يحلق على «خطوط التماس بين الابداع والبحث العلمي في كتابات عبد الكبير الخطيبي».
ويعزز الكاتب إصداره بملاحق تقترح نماذج من كتابات الأعلام الذين تناول اسهاماتهم الفكرية ومركزية موضوع الحرية في متنها. «هل هي الانعتاق من كل توجيه أو ضغط؟» هل يتحكم الانسان في أفعاله ويقدم على فعل ما يريد؟ هل هي ملكة أو قدرة؟» أسئلة في مدار الحرية، يتناولها محمد مصطفى القباج ويتتبع مقولاتها ومنطلقاتها في التربة الفكرية المغربية.
يذكر أن محمد مصطفى القباج أستاذ باحث في الفلسفة وعلوم التربية، تولى مهام أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وشغل مديرا علميا ثم مقررا لأكاديمية المملكة المغربية.