متابعة : شعيب حليفي في لقاء بمكتبة الألفية لتقديم «خط الزناتي»: علينا أن نحرر ونصوغ أسئلتنا بخصوصيتنا

 

شهد فضاء مكتبة الألفية الثالثة يوم الخميس29 فبراير 2024، ابتداء من الساعة الخامسة مساء، حفل تقديم وتوقيع لرواية شعيب حليفي «خط الزناتي «، وقد شارك في تقديم هذا العمل الروائي الذي صدر لحليفي مؤخرا الناقد المغربي د.عبد الفتاح الحجمري ، الذي استهل كلمته بترحيب بجمهور اللقاءات الثقافية للألفية وبعموم الحاضرين، الذين غص بهم المكان، منوها بما تقوم به مكتبة الألفية الثالثة بالرباط من جهود في سبيل الاحتفال بالنص الإبداعي المغربي وتقديمه إلى القارئ.
وعبر الحجمري في بداية مداخلته عن ما يربطه بحليفي ولا يزال من صداقة وعمل أكاديمي وبحثي لسنوات مثلما عرف بحليفي الروائي وبعمله الأخير « خط الزناتي «، الذي اعتبره إضافة وحلقة أخرى في المنجز الروائي لحليفي، ويضيف الحجمري قائلا : « بعد نهاية قراءتي لهذه الرواية، طرحت سؤالا:
ترى ما هي مفاجآت هذا المتن الجديد، لا سيما وأن الكاتب، وأنا أسميه بويا صالح، قد عودنا على كل ما هو سار من مفاجآت المتون السالفة الذكر؟ ويستطرد الناقد في مداخلته بخبرة الباحث الخبير بآليات تحليل النص الإبداعي العارف بأشكاله وجمالياته وخفاياه.
ويؤكد، الحجمري على أن أدبيات الكاتب في هذا النص تأتي في شكل تأملات فلسفية، فهو حينما يصف يهتم بالتفاصيل، ويهتم بالحب والكراهية، مستحضرا كل ثنائيات الظل، ولا يتأتى ذلك بحسب الباحث إلا لممتلك من المبدعين عمقا فكريا يمكنه، من حركية التنقل من التراجيديا إلى الكوميديا، أو لنقل من التراجيدي إلى الكوميدي.
ويشير الحجمري كذلك إلى أن هذه التفاصيل التي تطفو تارة على سطح النص، وتتسرب لتعبر طبقاته العمودية والأفقية، لا بد من رصدها، فهي بطاقة هوية في هذا العمل، ذلك لأنها تقول ما عجز الواقع عن قوله، وما ينبغي أن يقوله، تقوله بأصوات متعددة، بما في ذلك أصوات الكائنات المنسية. وفي ما يتعلق بالبطولة في النص، أشار الحجمري إلى أن الإنسان والحيوان يتقاسمان البطولة سواسية في النص، مؤكدا على أننا لا نعدم في السرد المغربي والعربي الحديث من النصوص يحتفي بالحيوان ويستدرجه للمساهمة، في نسج أحداث العمل الروائي (زفزاف، الهرادي، شغموم…) وموضوع الحيوان، من المواضيع الجديرة بالبحث العلمي يقول الحجمري، و»خط الزناتي» تعرض لقصة خمسة عشر كلبا، تتزعمهم سوسو، ومن ضمنهم الكلب الكرطيط، الذي يغازل نوارة، فهو كلب يمتلك اللغة ويصبح شاعرا. وما نقرؤه هنا عن عالم الكلاب، يذكرنا برواية: «خمسة عشر كلبا» للكاتب الكندي أندريه ألكسيس التي نُشرت عام 2015.
بعد ذلك تناول الكلمة شعيب حليفي، معبرا عن سعادته بهذا اللقاء الذي يحضره أهل الفكر والعلم والمعرفة، «وسعيد أكثر بتقديم صديق مخلص، هو العزيز عبد الفتاح الحجمري، وأمام وجوه طيبة اعرفها حق المعرفة، وأدرك شغفها للكلمة النابعة من الوجدان» مشيرا بعد ذلك إلى أن العمل الثقافي هو المدخل الأساس لحب الحياة. وأن الأدب في عمومه جزء من المعرفة التي تساهم في بناء حياة الإنسان؛ وخاصية الرواية أنها تهتم قبل كل شيء بهذه الحياة عبر السؤال بالذات.
وتبعا لذلك، فبالرواية والإبداع عموما نستطيع أن نغير الثقافات من حسن إلى أحسن. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينوب عنا أحد في ذلك ولا في قراءة وتقديم تاريخنا، خاصة في ظل ما بات يواجه بلداننا، أمام التحولات التي يعرفها العالم، من تحديات مجتمعية كبيرة جدا، في مقابل الفراغ .. الفراغ الذي لا يجب ان لا يترك، وعلينا، يقول حليفي، «أن نحرر ونصوغ أسئلتنا بخصوصيتنا، إذ الذي يحررنا من عقال التخلف هو: القراءة والكتابة». واختتم اللقاء بتفاعل واسع من الحضور وتوقيع لنص الرواية.


الكاتب : محمد الدنيا

  

بتاريخ : 16/03/2024