متراس الشعر

أحتاج لغة تشبه أحزانــي لتكتب
أحزانــي
وأحتاج جسدا يتحمل أوهامــي
أحاول أصوغ السؤال:
أريد خارطة لا تشبه الخرائط
وقلبا لا يسافر مرات في اليوم إلى القبور
وسريرا شاغرا في صدر امرأة تعرف كيف إذا تقرح القلب تقودك نحو الجنون
أخذت كرياتك الحمراء لون الهجر
وسافر فيك السؤال
كان يرسم أخاديده
يأخذك جهة لا نهاياته
فادخل ها هنا متكأ
يسم الليل بالأرق
ويعطي للنهار شكل ما يهاجر أبدا خلف الحضور

حسنا لشجر اللوز أن يختفي
ولليمونة أن تغير شكلها
وللنورس أن يأخذ مكان الراقصة الشرقية
ويستسلم للكأس الفيل (هذا الحيوان المتأمل) ويراقص الأرانب
ولأعضائي أن تهجرني
أنا المستنكر أحوالي
يهرب مني اسمي
وألهث خلف أوصالـي
مصاب بالجانب الأقصى من أجمل اللعنات:
لا ألتقي بالمـرأة إلا لتقصفني
ولا بالكلمات إلا لتخذلـنـي
وكان الوطن
يشبه امرأة تأكل من بعض أنوثتها
في زمن مازال يختزل الأنثى في انفجارات الشبق
لرأسي، إذن، أن يشتهـي مقصلة
ولجسمـي أن يحلم بـامـرأة
ـــ لا تقاطعني ياعبدالله الأحـرش
أما أنا فعلي أن أجمع أجزائي
لأقصف كل الأشيـاء.
شــبـيه بالشعراء
بالقتـلـى
بكل المشنوقين
بكل المصلوبين
بكل الطيور التي لم تجد لها مكانـا
شبيه بالعشاق
بالرغبة في الاحتـراق

سـلام عليكم
سلام على كل الـذين قتلـونـي
سلام على كل النساء اللـواتـي
تاجـرن ببـسـمـتـي
سلام على البلاد التي مزقتنـي
سلام على صفاتي التي هجرتني
سلام على الكلمات التي
لم تدخل قـواميسـي
سلام على الدواوير
التي احتملتني
سلام عليكم جميعا
فما قتلتموني
ولكنها نبضاتي.

أسرع في ركضه هذا القلب
وسافر نحو الجهات الكئيبة
يريد ماء لا كالماء
ونساء لا كالنساء
ويريد أرضا لا كالأرض
يريد هواء أنقى
ويريد نهاية لينسى أن ليس له بداية
ويريد سماء لا كالسماء.

ها اهتززت الآن
شاخت الأرض
صفت الرؤيـا: سواد، سواد، ســواد
ابتدأ السقوط المر
وأنت هاوية
وصوتك ناي أسسته الهزائم
ماذا يجدي أن تُعطي للأرض شكل التفاحة
سنسمع عن شجر يأكل فاكهته
وتُحصِّنَ ضد الأشياء خلاياك
سيسرقكَ منكَ ليلٌ
يمتد من الشرايين ومن الزقاق
إلى حيث يرقد سمك مجهول في أعماقك

تواصلَ القصف. لم يبق فيكَ مكان
لم ترتده الأوبئة
هاهم يأخذونك جهتهم
وها أنت تكاد تقنع بالمِــرآة العادية

تواصَلَ القصفُ
متراسُ الشعر تقصفُـه الفجائعُ
وطريقُ الكشفِ
ما كشفت لك غير المدامع.


الكاتب : عبدالله والعيد

  

بتاريخ : 27/09/2024