طرح حضور أعضاء من الألتراالمساندة لنادي الرجاء الرياضي، بشكل مفاجئ،في اللقاء التواصلي، الذي عقده المكتب المديري، مساء الجمعة الماضي مع المنخرطين، العديد من علامات الاستفهام، خاصة وأنهم لا يتوفرون على الصفة القانونية لحضور هكذا اجتماع، اللهم صفة العشق والهوى الأخضر.
وحسب مصادر حضرت هذا الاجتماع، فإن دخول أعضاء ملثمين إلى الفندق الذي احتضن الاجتماع خلق حالة ارتباك وخوف في صفوف المنخرطين، الذين وجدوا أنفسهم فجأة أمام أشخاص مقنعين، حيث تساءلوا عن الطريقة التي دخلوا بها وكيف عبروا الحواجز الأمنية؟ ومن سهل لهم عملية الدخول، التي تمت من الباب المخصص للحماية الأمنية؟
وأضافت مصادرنا أن عضوين من المكتب المسير هما من رتب التنسيق مع عناصر الألترات، وسهلا عملية الدخول، مفاجئين بذلك الحاضرين، ومنهم زملاء لهم بالمكتب المديري.
وأوضحت مصادرنا أن دخول عناصر الألترا كان صادما لأغلبية الحاضرين، بدليل سكوت الجميع، وكأن على رؤوسهم الطير، تاركين المشجعين يصوبون سهام الانتقاد والطعن في الشرف والذمة.
لقد انتقدوا المسيرين السابقين، واعتبروهم فاشلين، وهم الذين حققوا الألقاب للرجاء، وساهموا–كل حسب مستطاعه– في فرض اسم الرجاء قاريا وعربيا ودوليا، ووصفوا المنخرطين بأقبح النعوت، واعتبروا المكتب المسير الحالي ساقطا في الامتحان، كل هذا – ورغم أنه ليس من حقهم – دون اقتراح الحلول والبدائل.
واعتبرت مصادرنا أن فصائل الألترا الرجاوية أصبحت تضع الفريق رهينة لديهم، تتحكم فيه كيف تشاء، حيث طالبت بفتح الباب أمام هذه «الألترات»، لتدخل ميدان التسيير، طالما أن إنتاج الأفكار لا يتوقف عندها، وطالما أن الكل فاسد وفق منظورها، فلتتقدم كي تري للجميع «حنة يديها»، وتخرج الرجاء من حالة البؤس هاته.
واستحضرت مصادرنا حركة «باسطا»، التي حملت الرئيس السابق محمد بودريقة سنة 2013 إلى دفة التسيير، بهندسة من أحد الفعاليات الرجاوية، وأغلقت الأبواب في وجه الحكماء، الذي وجدوا أنفسهم بقوة الوقفات الاحتجاجية خارج مركب الوازيس، فخلا الجو لبودريقة، الذي كان له ما بعده، والكل يعلم تبعات سنوات تسييره على الفريق الأخضر.
يستحضر الجميع أيضا كيف قفز جواد الزيات من سفينة التسيير بعدما تلقى تهديدات حول سلامة أفراد أسرته، وكذلك الشأن بالنسبة لسلفه رشيد الأندلسي، الذي مازالت الفصائل المشجعة تتهمه بتبذير مالية الرجاء، رغم أنه قدم الحسابات والوثائق لخبراء المحاسبات ولجن الافتحاص.
وحتى مكتب الأستاذ أنيس محفوظ، الذي لم يعمر سوى أشهر معدودات، سلم المفاتيح تحت ضغط الألترا بعد اقتحام مكتبه، وإجباره على الاستقالة، بعد وصف أعضاء فريق عمله بالأقزام.
هاته الألترا هي نفسها التي حملت عزيز البدراوي من خارج شعب الرجاء، وأهدته مفاتيح مركب الوازيس فوق طبق من ذهب، مخالفة بالتالي القانون الأساسي للنادي، الذي لا يمنح حق التسيير إلا لمن توفرت لديه سنتان من الانخراط.
وأيضا الرئيس الحالي، الذي اعتبرته الألترا فشل فشلا ذريعا، كانت في البداية تهلل له وتكيل له المديح، لا لشيء سوى أنه قادم من شعب المدرجات، بعدما كان إلى وقت قريب مشرفا على إحدى الصفحات الرجاوية، وانتقد سابقيه «بالفم المليان» على حد تعبير إخواننا المصرين، لكنه سقط يوم الامتحان، وأظهر أخطاء لا حصر لها في تدبير شؤون الفريق.
بلغة الحساب البسيط، ألا تكفي كل هذا الأخطاء الفادحة، وكل هذا التدخل في اختصاص بعيد عنها، كي تدخل فصائل الألترا «سوق راسها»، وتعلم بأن عباب التسيير لا يمخره إلا الماهرون وذوو الكفاءة والقدرة؟
ألا توجب كل هذه الأخطاء،التي ارتكبت بعض منها بسذاجة حب رجاوي قح، التراجع وترك الفرص لنظام المؤسسة، وتعزيزها بالكفاءت عبر احترام التخصصات؟. لأن العديد من منخرطي الرجاء الحاليين، والذين هم موضع انتقاد بسبب ممارساتهم، والأوديوهات المسيئة المنتشرة عنهم، ما كانوا ليجدوا لهم مكان بمركب الوازيس لو بقيت أسماء وازنة من المنخرطين، توارت عن الأنظار بمجرد «نجاح حركة باسطا».
إن دور الفصائل هو إنعاش المدرجات وصنع الفرحة فيها، ودعم اللاعبين فوق أرضية الميدان، ومن يتوفر على الكفاءة والقدرة على تقديم الإضافة، فليلتحق بمؤسسة المنخرط، ويساهم في إغنائها وإصلاحها من الداخل، والتمرس على التسيير، وأن يكون قوة اقتراحية مؤسسة على القانون، وحينها يمكن أن يتغير حال الرجاء.
متى تعترف «ألترا » الرجاء بأخطائها وتبتعد عن شؤون التسيير؟
الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 09/01/2025