«مثل جريان نهر هادئ»

الوجوه العتيقة
تتساقط مثل نيازك شاردة .
في النهاية
سوف أرحل إلى مكان ما
تتسلى فيه روحي
للمرة الأخيرة
وربما أعيش بعض الشهور أو السنوات..

نعم  في ذلك المشهد الآسر
حيث يتوحد الزمان بالمكان.
ويتعانق قابيل وهابيل
ويسطع فجأة النور المتوهج المنتظر
هذه سهرة الوجود المقدسة.

آه، وفي البهو الفسيح
يتحادث الأنبياء والمنتحرون وقطاع الطرق
سوف تقرع الأجراس وتومض عيون الصحراء
سوف نتهكم جميعا على ألقاب الملوك والسحرة
وماسحي الأحذية العابرين
وكل أولئك الذين نجوا من معارك الضحك والبكاء

لن تكون هناك ندوب أو كوابيس..
ولا حتى الغبار المتكلس على الشرفات اليائسة..
أنا ابن الحقول الباكية والشوارع العمياء
سأفرغ خيالي من الشهوات والحنين
النبيذ الوحيد الخالد هو النسيان..

لن تسيل قطرة واحدة من دماء المذابح
وسوف تتجمد أبخرة الصلوات والتراتيل
ويغفو الملاك في غرفة الشياطين..

لن تكون هناك أعراس أو جنائز
وهنا أيضا،  قريبا من الشمس المحتضرة
والجدار الهش بين الموت والحياة
سوف تفنى كل الكلمات والظلال
سوف يبعث الأطفال المدفونون في أحشاء الخسارات.
وفصول القيظ الطويلة.
سوف تضيء وجوههم عتمة التاريخ إلى الأبد.

ثم أموت
أدخل عالم الصمت والذوبان
لن تكون هناك ذكريات أو أحلام
أو أحقاد أو حتى أمنيات صغيرة
سأكون خفيفا أكثر
وديعا، تماما مثل وجه أمي.

اعذريني،
لن أقوى على  التذكر أو الحب أو القسوة.
أشبه بجريان نهر أبيض عملاق وهادئ..


الكاتب : عبد اللطيف بن اموينة

  

بتاريخ : 09/02/2024