مجاورة الليل

1
لأن حياة واحدة تكفي
لا أشعر بأي جاذبية
حيال الرسوم
لا تبهرني الأشياء والأصوات
أنا
جد مطمئن تماما
للأصوات الحية
الغلايات
خفق البيض
صرير الأظافر على الزجاج
ليس لي
إلا أن أراكم
في الماضي على ما مضى
يتعدد الماضي في حياتي الوحيدة
الحياة كثيفة
الحياة مشبعة
الحياة ثقيلة.
2
أخرج من صدئي
مجبور الخاطر
لم يعد يفزعني
من يفرغ أمعاءه في قصريات
غرفة الجراحة
اعتدت العيش في “حي المستشفيات”
لا برهة فراغ أمامي
حتى ألوح لكِ بتحية دائرية
فأنا
مشغول بماكينة “الفليبير” العتيقة
ألوانها الباهتة
أصواتها الزائفة
تُعدد قائمة الخسارات
التي لا تهنأ وهي تطول.
3
في الليل
يغمرني الإشعاع النابذ
يرمي بصورتي
في كل أبعاد الفضاء
بيدٍ مهتاجة
أفكّ أزرار قميصي
أتذكر فقط
الموتى
كم يدمرون الأحياء باستمرار
أخرج من ايلي
إلى مواضي الخيرات الآتية
أخرج من ليلي
إلى بهو المطار
أنتظر الحقيبة
المزلق معطل
والحقيبة تائهة.
4
تبهرني الأصوات
القلايات
القدور
وهي تعدد حياتها
على نحو رتيب
إني امرؤ
مولع بالأصوات
في المدينة الغائرة
كلما أبصرت شارعا
أغافل جثتة لأسير.
5
نكبر في الزمن
ولا نؤتي مطرا
نختلس الطرق
المؤدية إلى الهاوية
ما أوحش الحياة
حين يضيق
الزمن بالليل
ويصير القدر
أمام نافذتي
لا ينتظر ..
صامت ليلنا
مزهر صمتنا
ضوء خفيف
يتسرب نحونا
ويغير وجه المكان.
6
هكذا الليل ..
خلاني ..
ما أضيق التخلي
جوار الليل
عجبا لي
كيف أملك
مطرقة ضخمة
ولا أكسر الزجاج
أكلما أدركت ثقبا
انسدّ من فرط الهجر
ما طعم اللحظة التي أحاولها؟
7
هل تريدينني
أن أقوم بحك
أظافري على الصخور الخشنة؟
أنْ أنقعها
في الماء المالح
حتى لا أخدش
روحي
بندبة قاتلة؟
8
هل تعلمين
أنني
أجمع أظافري
كل أظافري المقصوصة
طوال هاته العقود
أجمعها
داخل كيس قلبي.
9
حتما
لا تعلمين
أنها واصلت النمو هناك
حتما
لا تعلمين
أنني رجل
لم يحب يوما
تقليم فؤاده.


الكاتب : عمر العسري

  

بتاريخ : 28/07/2023