حفاظا على ذاكرة الثقافة المغربية الحديثة، صدرت عن دار توبقال للنشر بالدار البيضاء، باتفاق مع جمعية «أًصدقاء الثقافة الجديدة»، وبدعم من «مؤسسة «أجيال» لحماية حقوق الإنسان والنهوض بها» و»برامج المساعدة على النشر للمعهد الفرنسي»، طبعة فنية عالية الجودة للأعداد الكاملة لمجلة الثقافة الجديدة، التي لعبت دوراً متفرداً في تحديث الثقافة المغربية، من نونبر 1974 حتى تاريخ منعها في 25 يناير 1984.
الطبعة الصادرة مطابقة للأصل، صدرت في ثمانية مجلدات، مع ملحق يضم تعريفاً ودراسات إضافة إلى فهرس عام، مجموعة في علبة. وهي تشمل 31 عدداً، بما فيها العدد الذي نشرته مجلة الكرمل على إثر منع المجلة في المغرب.
وكانت مجلة الثقافة الجديدة قد تأسست في بداية 1974، على يد كل من محمد بنيس، عبد القادر الشاوي ومصطفى المسناوي. وتحمل مسؤولية إدارتها محمد بنيس، وعضوية التحرير مصطفى المسناوي، ثم توالى في التحرير كل من محمد البكري، عبد الكريم برشيد، عبد الله راجع، محمد العشيري وفاضل يوسف.
وكانت مبادرة الصدور قد تبلورت عن قناعة جماعية ترجمت بتأسيس «جمعية أصدقاء الثقافة الجديدة» في 23 مايو سنة 2018 بمبادرة من الناشر عبد الجليل ناظم، محمد بنيس وجلال الحكماوي، وحصرت مشروعها الأساس في إصدار طبعة كاملة، ورقية ورقمية، لمجلة الثقافة الجديدة (1974 ـ 1984). ويهدف المشروع إلى الحفاظ على تجربة نوعية في تحديث الثقافة المغربية، فكراً وإبداعاً، ووضعها بين أيدي القراء والباحثين في حلة تجمع بين الوفاء للأصل والمواصفات التقنية التي تليق بعمق الإبداع.
يذكر أن مجلة «الثقافة الجديدة « التي كان لها دور فاعل في إحداث حركية مست الثقافة المغربية، بين السبعينات والثمانينات، صدرت في خريف1974 بعددها الأول، واستمرت في الصدور عشر سنوات.
الى أن غابت عن الحياة الثقافية يوم 25 يناير 1984 حين أصدر وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري أمراً بتوقيفها، إثر الأحداث الدامية، التي تفجرت يوم 19 يناير في عدة مدن مغربية. وكان من نتائج التوقيف أن تمت مصادرة نسخ العدد الثلاثين الذي كان صدر في دجنبر (كانون الأول) 1983 وتم حجزها من السوق.