تفتتح (الكلمة)، التي يرأس تحريرها الناقد الدكتور صبري حافظ، في عددها الجديد، العدد 177 يناير/ كانون ثاني 2022، عامها السادس عشر؛ وقد حرصت طوال تلك الأعوام على أن تفي بوعدها الشهري مع القارئ. وهي تنتهز هذه الفرصة لتستفتي قراءها في ما عليها أن تفعله: هل تتوقف وتبقي أعدادها القديمة كاملة على موقعها كي يستفيد منها القراء بعدما فتحتها لهم؟ أم تتحول إلى مجلة فصلية أو كل شهرين على الأكثر. فنحن في زمن أصبح التطوع للعمل الثقافي فيه عبئا ثقيلا تنوء بحمله الجبال.
لكن عددها الحالي جاء كالعادة ثريا بالمادة الأدبية والفكرية، حيت يفتتح العدد بمادة بالغة الثراء لغاستون باشلار يفتح فيها آفاقا جديدة لتحليل النصوص الأدبية. وبرواية جديدة مترعة بالتهكم والسخرية للروائي السوري نبيل سليمان، وبأكثر من مقال في السياسة أولها لنافيد كيرماني ينقض فيه كل دعاوى السياسات الأنانية، وإغلاق أبواب أوروبا في وجه المهاجرين ممن تتعرض بلادهم للقهر والفقر والاستبداد. وأخرى عن أنجيلا ميركل والنموذج الذي تمثله، وثالثة تعري الوجه البشع للاستعمار الاستيطاني الصهيوني الذي يميز بين اليهود أنفسهم بنفس الطريقة التي ميزت فيها النازية بين البشر. ورابعة تكشف عن تناقض سردية المتخيل الوطني الدنماركية التي تتغاضى عن الماضي الاستعماري للدنمارك.
أما المقالات والدراسات الأدبية فقد مثلت الثقل الأساسي للعدد، الذي اهتم بجل الفنون الأدبية. ففضلا عن مقال باشلار الافتتاحي المهم هناك مقال تنظيري آخر عن العنونة، ودراسة لافتة لرواية «متواليات السوق» وأخرى تناقش الجدل الإبداعي بين رواية يوسف إدريس البيضاء، ورواية إيمان يحيى الزوجة المكسيكية عن القصة الحقيقية التي استقى منها إدريس روايته. وهناك دراسة عن كيف ترفد تنظيرات الكاتب إبداعاته فقد كتب عن العقل الحكائي ثم مارس الحكي واستوعب فيه دروسه النظرية بطريقة إبداعية. أما الشعر فله أكثر من دراسة. حيث يكتب الباحث الفلسطيني عن شعر نداء خوري، ويسترجع كاتب فلسطيني آخر ذكرى أحد علامات الشعر والنضال: سالم جبران، ويقدم باحث سوري دراسته لشاعر سوري هم هو توفيق أحمد. ويتابع باحث مصري تأريخ محمود الورداني لهواجس هزائم الستينيات.
كما يضم العدد مجموعة من القصائد والقصص من مختلف أقطار العالم العربي، ومراجعات الكتب، وأبواب الكلمة المعهودة من نقد وشعر وشهادات ورسائل وتقارير.
مواد العدد تجدونها في موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.net