قرر المكتب المسير لمجلس عمالة الدارالبيضاء عقد دورة استثنائية سيحدد تاريخها قريبا، لإدراج أكثر من عشرين نقطة تتعلق بمشاريع لم تخرج للوجود وللتسريع باستكمال أخرى، خاصة تلك المرتبطة بالبرنامج التنموي للدارالبيضاء 2015/2020، وتأتي هذه الخطوة، بحسب أعضاء من المجلس، لاستدراك التأخر الذي كان حاصلا بسبب انتظار قبول برنامج العمل الذي سطره في وقت سابق، كما سيتم خلال هذه الدورة ملاءمة بعض المشاريع مع المستجدات الحاصلة اليوم في الدارالبيضاء على إثر تشريف المغرب باحتضان كأس العالم 2030 وكأس أمم إفريقيا 2025، بالإضافة إلى حذف اتفاقيات سابقة لن تتماشى مع هذا المستجد، وتحويل الأرقام المالية المرصودة لها إلى مشاريع وإنجازات أخرى، ومن الاتفاقيات التي ستلغى، تلك المتعلقة بإحداث متحف رياضي، هذا المتحف الذي كانت الأشغال جارية بشأنه داخل المركب الرياضي محمد الخامس، وكان مجلس العمالة قد رصد له 500 مليون سنتيم كمساهمة منه إلى جانب مساهمات مجلس المدينة والجهة، إلا أن المتحف لن ينجز في الوقت الراهن بعد أن تم الإعلان عن تنظيم المغرب لكأس إفريقيا وكأس العالم، حيث تطلب الضغط الزمني لجعل المركب جاهزا في المواعيد المحددة للمناسبتين، سحب تدبير هذا المركب من شركة التنمية المحلية “كازا إيفنت”، التابعة لمجلس مدينة الدارالبيضاء ومنحه لشركة “سونارجيس” المختصة في تدبير المركبات الرياضية، قصد إعادة تأهيله وجعله جاهزا لاحتضان التظاهرتين الدوليتين في المواقيت المحددة، وكانت وزارة الشباب والرياضة قد منحت هذه الشركة 25 مليارا لبلوغ هذا الهدف .
اتفاقية أخرى سيتم إلغاؤها خلال هذه الدورة، وهي تلك التي كانت متعلقة بإحداث مركز للرعاية الاجتماعية لفائدة الأشخاص في وضعية صعبة بمنطقة مرس السلطان، حيث سيتم استبدالها باتفاقية أخرى وبنفس العنوان ونفس التراب لكن هذه المرة سيتم إحداث مركز متعدد الاختصاصات لفائدة المسنين بدون مأوى، وسيساهم المجلس بصدده بما قيمته 9 ملايين درهم .
من المشاريع التي كانت جامدة وسيتم التعجيل بإخراجها للوجود، قاعة مغطاة للرياضة متعددة الاختصاصات بفضاء الغابة الخضراء بتراب عمالة مولاي رشيد، حيث كانت الأشغال متوقفة بها بسبب عدم استكمال المساهمات المالية، وتبلغ مساهمة مجلس العمالة بخصوص هذا المشروع 9 ملايين درهم سيتم التصويت على صرفها خلال هذه الدورة ، وتبلغ قيمة المشروع الإجمالية حوالي 15 مليون درهم .
أيضا سيقوم المجلس بدفع ما قيمته 75 مليون درهم إلى شركة التنمية المحلية ” الدارالبيضاء للتهيئة “، للمساهمة في برنامج تطوير بنيات التنقلات بين عمالة الدارالبيضاء وعمالة النواصر، كما سيتم دفع مبلغ 15 مليون درهم على دفعتين لفائدة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من أجل المساهمة في إحداث مركز جامعي لكرة القدم بجهة الدارالبيضاء سطات، حيث سبق للمجلس أن صادق على هذه الاتفاقية لكنه لم يدفع مساهمته المالية، وعلى دفعتين أيضا سيمنح المجلس ما قيمته 5 ملايين درهم لفائدة العصبة المغربية لحماية الطفولة، من أجل المساهمة في بناء مركب متعدد الخدمات لفائدة الأمهات والأطفال في وضعية صعبة .
أما في الشق المتعلق بالثقافة، فسيخصص مجلس عمالة الدارالبيضاء أكثر من 6 ملايين درهم من أجل إعادة تهيئة سينما موريتانيا الكائنة بعمالة الفداء مرس السلطات، التي ستتحول إلى مركب متعدد الاختصاصات . وفي الشق الصحي سيتم تخصيص مساهمة بقيمة مليار و500 مليون سنتيم، من أجل تهيئة وتجهيز مركز لتشخيص وعلاج مرض السل والأمراض التنفسية، وهو المركز الذي شيد أصلا لكن مجلس العمالة تأخر في دفع مساهمته.
من المساهمات أيضا التي ستدرج في هذه الدورة الاستثنائية، مبلغ 15 مليون درهم لإحداث ملحقة لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ومكتبة جامعية بمولاي رشيد، ومبلغ 6 ملايين درهم لإحداث مركز اجتماعي متعدد الاختصاصات بتراب الصخور السوداء، ومبلغ 20 مليون درهم لتمويل برامج الحماية الاجتماعية على مستوى عمالة الدارالبيضاء، كما سيسهم بمبلغ يفوق 22 مليون درهم للالتزام باتفاقية مع المندوبية الجهوية للصحة على مستوى الجهة لاقتناء معدات طبية، وفي ذات الإطار الصحي سيسهم المجلس بما قيمته 10 ملايين درهم، من أجل هدم وإعادة بناء مركز صحي بمنطقة سيدي معروف في إطار اتفاقية مع المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة .
وكما أشرنا إلى ذلك سابقا فالمجلس سيسهم بمبالغ أخرى في عدد من المشاريع التي تدخل ضمن اختصاصاته، محاولة منه لاستدراك تعطل بعضها وتسريعا لأخرى كانت مبرمجة .
وكان مجلس عمالة الدارالبيضاء قد عقد دورته العادية لشهر يناير في الأسبوع الماضي، وهي الدورة التي ترأسها أحمد بريجة، النائب الأول لرئيس المجلس سعيد الناصري، الذي يوجد رهن التحقيق في قضية ما بات يعرف بملف ” إيسكوبار الصحراء ” ، وكان بريجة المكلف بتصريف الأعمال حاليا داخل المجلس، قد صرح لوسائل الإعلام بأنه إذا طالت محاكمة الرئيس فإنه ينوي التنازل عن منصبه في البرلمان ليشغل منصب رئيس مجلس العمالة، لأنه يميل إلى عمل القرب.