«فوزنا على رجاء بني ملال كان بفضل الأداء الجيد للاعبينا، الذين قدموا مباراة بمعنويات مرتفعة مكنتنا من تحقيق الفوز الرابع على التوالي، رغم أنهم شبان لا يتجاوز معدل عمرهم 20 سنة.”
كان هذا مستهل تصريح، مدرب الجمعية السلاوية، محمد موح، بعد نهاية المباراة التي جمعت فريقه بمضيفه رجاء بني ملال بالملعب الشرفي ببني ملال، برسم الدورة الرابعة من منافسات بطولة القسم الثاني، وانتهت بفوز مستحق للقراصنة بهدفين مقابل هدف واحد للملاليين.
وأضاف محمد موح في تصريحه بقوله “تفوقنا في أربع مباريات متتالية محققين العلامة الكاملة، وهذا جاء نتيجة الثقة، التي وضعتها في هؤلاء الشبان، الذين أظهروا إمكانياتهم ومستواهم الحقيقي بعد أن كانوا مهمشين لمدة. وهم شبان صعدوا من فرق الفئات التي تركتها في سنة 2017. وبحكم أنني أعرفهم فقد عملت أساسا بمساعدة الطاقم التقني والمكتب المسير على إذكاء الروح العالية في نفوسهم بناء على الثقة التي منحتهم إياها”، مضيفا بأنه جاء لجمعة سلا بعد الاتفاق مع المكتب المسير على مشروع عمل لمدة خمس سنوات تحت شعار” كوايرية” أي أن الباب مفتوح للكوايريين المجتهدين. وهو مشروع يعتمد على شبان فئات الفريق السلاوي، لأن “وليدات سلا هما لي غادي يربحوها” والمشروع يتقدم حاليا بشكل جيد بفضل مصاحبة المكتب المسير، مع العلم بأنني لا أتدخل فيما يقع خارج الملعب، لأنني رجل تقني والملعب هو مرآة المدرب.”
تصريح المدرب موح يعتبر نموذجا راقيا للإطار التقني الوطني، الذي يعمل لتقديم الإضافة للكرة الوطنية. لاعب سابق محترم ومدرب بعقلية احترافية يطرح مشروعا يجب أن يكون مشروعا موحدا لجميع المدربين المغاربة في مختلف المستويات. فالعمل الجيد على مستوى الفئات الصغرى، لأي فريق هو مستقبل الفريق ومستقبل الكرة الوطنية.
لكن للأسف ليس هذا هو حال العديد من الفرق الوطنية، وخير مثال على ذلك فريق رجاء بني ملال، الذي يعمل في كل موسم على انتداب عشرات اللاعبين القادمين من الفرق الأخرى، في ظل انعدام لاعبين محليين نتيجة عدم الاهتمام بفرق الفئات الصغرى، مما أدى إلى تناقص اللاعب المحلي في تشكيلات الفريق على مدى عدة سنوات حتى أصبحت ترسانة الفريق كلها من اللاعبين الوافدين من خارج المنطقة. بل قام المسيرون في بداية هذا الموسم بتسريح اللاعب الوحيد المحلي همام باعوش إلى شباب المحمدية رغم حاجة الفريق إلى خدماته. إهمال فرق الفئات هي عادة سارت عليها جميع المكاتب المسيرة منذ سنوات، بحيث يقتصر عملها على توفير أدنى الشروط فقط في غياب استراتيجية واضحة للتكوين والتأطير. بل خلال بعض السنوات القليلة الماضية كانت جميع هذه الفئات الستة من الصغار إلى الشبان والأمل يتدربون في ملعب واحد وفي نفس الوقت، بحيث كل مدرب فئة معينة يكدس لاعبيه في سدس رقعة الملعب فقط.
تصريح المدرب موح هو درس لمن يريد أن يعتبر سواء كان مدربا أو مسيرا، والفريق الذي لا يتوفر على فئات واعدة مصيره الاندثار، وهو ما وقع لفريق عين أسردون الذي أضحى يفقد هويته شيئا فشيئا.
مدرب جمعية سلا يقدم درسا لرجاء بني ملال

الكاتب : أ-عبد العاطـــي
بتاريخ : 06/10/2021