عرف الناخب الوطني، وليد الركراكي، في أول تجربة رسمية له صحبة المنتخب الوطني، كيف يواجه تكتيكيا نظيره الكرواتي داليتش، بالكثير من الذكاء، خاصة وأن الخصم الكرواتي يتوفر على أحسن وسط ميدان في العالم، بزعامة اللاعب” لوكا مودريتش”، الذي لم يفلح في فك شفرة الدفاع المغربي بقيادة الحارس بونو.
واعتبر الكثير من المهتمين التعادل الذي حققه المنتخب المغربي نتيجة إيجابية تبقي على حظوظه في التأهل إلى الدور الثاني، إذا ماتم تجاوز الأخطاء التي ارتكبها “وليد الركراكي”، سواء على مستوى الاختيارات أو الكوتشينغ.
ويرى الناخب الوطني السابق، حسن مومن، أنه لتحليل المباراة بطريقة سليمة لابد من التأكيد ب على أنها كانت تكتيكية بامتياز، إلى درجة ان المنتخبين، لم يغامرا بطريقة عشوائية، ذلك ان كل تحركات اللاعبين كانت محسوبة ومخطط لها مسبقا.
وأضاف أننا تابعنا كيف ان المنتخب الكرواتي، الذي كان دائما يتميز بلعبه الهجومي، اختار الحذر والتريت إلى درجة ان لاعبيه كانوا ينتظرون هفوات لاعبي المنتخب الوطني على مستوى التمريرات، ليبنوا هجماتهم التي تميزت بالسرعة وذلك طيلة الشوط الأول.
وخلال الشوط الثاني، يتابع مومن، لم ينهج المنتخب الكرواتي لعبا مفتوحا، حيث بالغ في لعبه الدفاعي الشيء الذي أثر سلبا على الفعالية الهجومية لكل من سفيان بوفال وأشرف حكيمي، كما أن هذا النهج الدفاعي أفشل كل المحاولات للتهديف للاعبي المنتخب المغربي، وكان لابد من انتظار الضربة الثابتة التي سددها أشرف حكيمي، التي هيأها له حكيم زياش. مشيرا إلى أن كل شاهد المباراة وقف على الدور الكبير الذي لعبه هذا اللاعب من خلال إسقاط العديد من الكرات وسط مربع عمليات الفريق الكرواتي.
وبخصوص كوتشينغ وليد الركراكي، أكد مومن أنه يمكن القول بأن ذلك تأثر بإصابة نصير مزراوي، كما أن التغييرات تاخرت بعض الشيء، لأنه كان هناك تخوف من إصابة مفاجئة في الدقائق الأخيرة من المباراة.
وهنا لابد من التأكيد بأن بعض اللاعبين لم يقدموا اداء جيدا.
وبالنسبة للمباراة الثانية ضد المنتخب البلجيكي، فستتحكم فيها، بنظر مومن، حسابات أخرى ومنها نتيجة الفوز التي حققها فريق بلجيكا ضد فريق كندا (1-0)، الشيء الذي يفرض
على اللاعبين أن يكونوا في المستوى المطلوب، وعلى بعضهم ان يتجاوز دهشة المباراة الأولى لأن الهدف سيكون هو الفوز.
أما الإطار الوطني فؤاد الصحابي، فيرى أن التعادل نتيجة جيدة انتزع بها الفريق الوطني نقطة من ذهب.
وعلى مستوى الخطوط، فقد دافع المنتخب الوطني من خلال 3 شبكات دفاعية، وكان خط الهجوم أول هذه الشبكات، لأن لاعبيه كانوا يتراجعون إلى الخلف عند ضياع الكرة.
ومثل- خط الوسط – الشبكة الثانية، التي استرجعت الكثير من الكرات.
وتمثلت الشبكة الثالثة، في خط الدفاع الذي كان مستواه جيدا، وهو ما مكنه من ربح الكثير من النزالات من طرف الحارس ياسين بونو ورومان سايس ونايف أكرد. هذان الأخيران أثقنا الدور الدفاعي.
وأكد الصحابي على أن هجوم المنتخب الوطني لم يكن في الموعد، لأن محاولاته الهجومية كانت تفشل في مهدها، بإستثناء تمريرات حكيم زياش، التي لم يتعامل معها جيدا المهاجم يوسف النصيري.
وعجز خط الوسط عن تنفيذ تمريرات سريعة نحو الهجوم، كما ان التمريرات العرضية للاعبي الوسط الخاطئة كان يستغلها لاعبو المنتخب الكرواتي لبناء هجمات مضادة، شكل بعضها خطرا على الحارس بونو، الشيء الذي يفرض على الركراكي مراجعته خلال المباراة الثانية أمام منتخب بلجيكا ،الذي اصبح يتصدر ترتيب المجموعة بعد الفوز على منتخب كندا.
وبخصوص الكوتشينغ يمكن القول إن الركراكي قد نجح فيه، لكن دخول حمد الله و الزلزولي كان متأخرا شيئا ما، لأنهما كانا في حاجة إلى وقت أكثر لإبراز طاقتيهما، خاصة وأن خط الهجوم كان قد استنفذ كل طاقاته من كثرة الجري ومحاولة الضغط على دفاع كرواتيا.
ويعتبر الصحابي أن المباراة الثانية تفرض على المدرب وليد الركراكي تعاملا آخر، وعليه ان يتعامل مع الاوراق الهجومية التي يتوفر عليها.
وبدوره يرى يوسف لمريني أن مباراة المنتخب الوطني ضد منتخب كرواتيا كانت صعبة جدا، لأن المنتخب الكرواتي كان قويا من الناحية التكتيكية، كما أنه لعب بطريقة جيدة، ولم تسجل عليه شوائب كثيرة في طريقة لعبه. مقابل ذلك وجد بعض لاعبي المنتخب الوطني صعوبة في التعامل مع المباراة، وقد تابعنا كيف أن منهم من كان يجري فقط خلف الكرة عوض بناء هجومات مرتدة، ولهذا فإن نتيجة التعادل تبقى نتيجة إيجابية، بنظر المريني، تفتح لنا باب الأمل لبلوغ الدور الثاني.
وعانى المنتخب الوطني كثيرا في وسط الميدان، وهو ماجعل الدفاع يتعذب كثيرا، لأن بعض تمريرات اللاعب يوسف امرابط لم تكن بالشكل المطلوب، يضاف إلى ذلك ان اللاعبين أوناحي و أملاح كانا دون المستوى. بحيث كانا عاجزين عن تمرير الكرات إلى المهاجمين .
هذه المعطيات تفرض على المدرب الركراكي ، يضيف المريني، مراجعة بعض اختياراته لأن ذلك يمثل 90 في المائة من النجاح في حين ان الكوتشينغ يمثل العشرة الباقية.
وختم المريني بالتأكيد على الجماهير المغربية العاشقة لمنتخبها أن تعلم أن بعض اللاعبين يتاثرون بالتفاؤل المفرط، وهذا ما لاحظناه.