مدينة سلا بين الطرامواي والعربات المجرورة

في مشهد سريالي، لن تصادفه إلا في مدينة سلا، قد يقع نظرك على مرور عربات الطرامواي جنبًا إلى جنب مع عربات مجرورة بالدواب.
هذا المشهد يؤكد بالملموس فشل مجلس جماعة سلا في مواكبة التحولات والمشاريع الكبرى التي تُقام على الضفة التابعة للمدينة. ولذلك، فإن هذه المدينة المليونية تسير بسرعتين: سرعة سريعة فرضتها المشاريع الملكية الكبرى بمدينة الرباط وبعض أحياء سلا، وسرعة بطيئة يختزلها مجلس الجماعة الذي ما يزال غارقًا في إصلاح الطرقات المحفّرة، وإيجاد حلول جذرية للظلام الذي يغزو الشوارع العمومية في مختلف المقاطعات، بسبب فشل الشركة الموكول إليها تدبير الإنارة العمومية.
وهنا لا بد أن يطلع مجلس جماعة سلا على ما قامت به بعض الجماعات في جهات أخرى، بعد أن أصدرت قرارات تمنع العربات المجرورة، وكيف نجحت في ذلك.
كما يجب التأكيد على أن هذه العربات لا تُستغل في أغراض فلاحية، بل مهمتها نقل الخضر والفواكه المتعفنة من عند الخضّارين وفي سوق الجملة، لتُقدَّم إلى قطعان الأغنام والأبقار، وهو ما يدخل في اختصاص “الأونسا” ومكاتب حفظ الصحة.
والخطير أيضًا أن هذه العربات تستعمل الطريق الوطنية رقم 1، التي تربط بين سلا والقنيطرة، بشكل فوضوي وعشوائي، وهو ما يشكل خطرًا على مستعملي هذه الطريق.
وقد أصبحت هذه العربات المجرورة مصدر إزعاج ومشهدًا مقززًا ومقلقًا، خصوصًا بالنسبة لساكنة أحياء اشماعو، وسعيد حجي، والنهضة، بسبب ما يخلفه روث الخيول من روائح كريهة جدًا.
لقد أصبح من المفروض على المسؤولين عن الشأن المحلي بجماعة سلا اتخاذ قرارات حاسمة بخصوص العربات المجرورة، خاصة وأننا سنرى قريبًا “الباصواي”، وعلى هذه الحافلات أن تجد مسارات سالكة تفاديًا لوقوع الحوادث.


الكاتب : ع. النبسي

  

بتاريخ : 04/10/2025