مديونية المغرب الفاسي تقفز إلى خمسة ملايير سنتيم والنزاعات تحد الطموحات

 

يتساءل العديد من مهتمي ومتتبعي شؤون البطولة الوطنية الاحترافية عن وضع المغرب الفاسي، الذي اعتقد غالبية مناصريه أنه، وبعدما حقق العودة إلى قسم النخبة، وانتخاب مكتب جديد يقوده الرئيس إسماعيل الجامعي، سيستعيد توهجه، خاصة وأنه بصم خلال الموسم الذي تلا العودة على نتائج إيجابية، حيث أنهى الموسم في المرتبة الرابعة. لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب خلال الموسم الموالي، حيث طغت على السطح مشاكل مع اللاعبين والأطر التقنية، ودخل الفريق في دوامة لجنة النزاعات التي منعته من الانتدابات.
وبعد أخذ ورد تمكن الحاج أحمد الجامعي، الرئيس الشرفي للنادي، من حل كل المشاكل لينطق الفريق في حلة جديدة، بحثا عن ظهور جيد في البطولة الموسم، لكن مع انطلاق التنافس لاح من جديد شبح لجنة النزاعات، وعدم السماح للمغرب الفاسي بالانتدابات من جديد بداية كل موسم، الشيء الذي جعل العديد من اللاعبين، الذين كانوا يشكلون العمود الفقري للفريق يغادرون، فذهب المدرب التونسي عبد الحي بنسلطان ضحية عدم قيام الرئيس بالدور المنوط به، حيث سجل الفريق بداية متعثرة على جميع المستويات: أزمة مالية خانقة، رحيل اللاعبين وعدم السماح بالانتدابات الجديدة.
ومن أجل إخفاء المشاكل التي تطفو على السطح وغضب الجماهير الفاسية، تمت التضحية بالمدرب التونسي، وتتم الاستغاثة بابن الفريق عبد الرحيم اشكيليط، الذي غادر بدوره الوداد الفاسي. وقد الجميع الخير في منح القيادة التقنية لشكيليط، فتمكن من تحقيق نتائج إيجابية، حيث انتصر في ثلاث مقابلات متتالية، أمام كل من طنجة ومولودية وجدة وأولمبيك خريبكة، ارتقى معها الماص إلى المركز الخامس ثم الرابع بعد تعادلين، لكن الرئيس ومن يحوم في فلكه، كانت لهم قراءة أخرى، حيث تم الاستغناء عن المدرب عبد الرحيم اشكيليط، بعدما تعادل مع الرجاء بالبيضاء وانهزم أمام الوداد في آخر ثواني اللقاء والجيش الملكي، متصدر الترتيب.
وفي غفلة من الجميع تعاقد الرئيس مع مدرب جديد، هو الدولي السابق عزيز بنعسكر، الذي كان يدرب فريقا يمارس بالدرجة الثانية من الدوري الإماراتي. فغضب من غضب وانطلقت الانتقادات من هنا وهناك، وفي آخر المطاف خرج الرئيس بتبريرات اعتبرت واهية، عقب الانفصال عن أعضاء الإدارة التقنية للمغرب الفاسي، والتي كانت مكونة من أبناء الفريق أكرم روماني، محمد الجناتي، عبد الرفيع كاسي، حسن الطالب وعبد الرحيم اشكيليط، ليصبح الفريق تحت قيادة الربان الثالث هذا الموسم، ويمكن أن ينهي الموسم بأكثر من هذا الرقم، لأن المدرب بنعسكر لم يحقق أي فوز، حيث اكتفى بتعادلين في البطولة وإقصاء مبكر من كأس العرش على يد اتحاد طنجة، الأخير في ترتيب الدوري الاحترافي.
وشنت الجماهير الفاسية هجومها على الرئيس، متهمة إياه بالانفراد بالتسيير، وان قراراته الارتجالية كانت وراء هذه الوضعية الغامضة، التي تحيط بالفريق من كل الجهات. فحتى الأزمة المالية التي يتخبط فيها الماص، ترى الجماهير أنها انعكاس للقرارات غير المحسوبة للرئيس، خاصة وأنه تم صرف الكثير من الأموال دون أن تكون لها انعكاسات إيجابية على صورة الفريق. أزمة قد تستفحل بعد توصل الفريق بمراسلة من الفيفا، تدعوه إلى تسوية ملف لاعب جزائري، تقدر قيمته بأكثر من 700مليون، رغم أن هذا اللاعب لعب مباريات لا تتعدى أصابع اليدين، شأنه في ذلك شأن لاعبين أفريقين، يضاف إليهم اللاعب البوزيدي، الذي لعب للماص 34 دقيقة فقط.
وقد أفاد مصدر مقرب من الرئيس بأن الغلاف المالي للنزاعات قد يصل إلى مليار و 200مليون سنتيم، وهو ما سيرهن مستقبل الماص، الذي يحتل حاليا المرتبة التاسعة في الترتيب العام،برصيد 24 نقطة.
وفي ظل كل هذه الأموال التي صرفت، ارتفعت مديونية الفريق إلى خمسة ملايير سنتيم، وهو مبلغ لا يتماشى مع ما حقق الفريق من نتائج، حيث لم يصعد منصة التتويج، ولم يضمن مشاركة خارجية، ولا يتواجد في المراتب المتقدمة، الأمر الذي يزيد من غضب الجماهير وسخطهم على واقع المغرب الفاسي، الذي وعد الرئيس منذ توليه الرئاسة بأنه سيعيد كتابة تاريخ الماص من جديد .


الكاتب : خالد الطويل

  

بتاريخ : 02/03/2023