ظهر من جديد مرض الليشمانيا بإقليم تيزنيت، وبالضبط بجماعة الركادة، ليخلق حالة من الرعب والقلق وسط سكان هذه الجماعة القروية،لا سيما بعد تسجيل حالتين إلى حد الآن، واحدة تم نقلها وهي طفلة في ربيعها الرابع إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير، في حين خضعت الثانية لفحوصات وتلقيحات بعد أن تأكدت إصابتها بهذا المرض غير المعدي.
ونظرا لحالة القلق التي سادت أسرالمصابتين وأيضا السكان، قررت جماعة الركادة/أولاد جرار،عقد لقاء تحسيسي وتوعوي حول مرض الليشمانيا، يوم أمس الثلاثاء 29 ماي2018 ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا بمقر الجماعة، وهو لقاء هام حضره ممثلو المندوبية الإقليمية للصحة بتيزنيت من أجل وضع برنامج صحي مكثف للتصدى للمرض قبل تفشيه في جميع أنحاء المنطقة.
هذا وترجع أسباب ظهور هذا المرض غير المعدي بجماعة الركادة إلى الذبابة الرملية التي تتغذى من المستنقعات ومطرح الأزبال ومياه الصرف الصحي، حيث تتواجد هذه الذبابة عادة بالمناطق التي تنعدم فيها النظافة، علما أن جماعة الركَادة تعاني، ومنذ سنوات، من تواجد مطرح عشوائي على ترابها ترمى فيه نفايات مدينة تيزنيت.
بينما أرجعت مصادر أخرى سبب ظهورالليشمانيا بجماعة الركادة التي تبلغ ساكنتها 14ألف نسمة إلى النقص الكبير في الصحة والتطبيب بعدما تم إغلاق ثلاثة مستوصفات بها لأسباب مجهولة، خاصة أن المستوصف الرابع المتبقي غير قادرعلى تلبية حاجيات السكان من العلاج.
وأكثرمن ذلك لم تكلف مندوبية وزارة الصحة بتيزنيت نفسها عناء تعيين طبيب جديد لسد الفراغ الذي خلفه الطبيب السابق بعد تنقيله إلى وجهة أخرى مع أن هذه الجماعة القروية هي في أمس الحاجة لأكثر من طبيب، حيث تعتبر من ناحية عدد السكان ثاني جماعة بالإقليم بعد مدينة تيزنيت.
لذلك يظل سؤال إغلاق ثلاثة مستوصفات وتنقيل الطبيب السابق وبقاء سكان الجماعة بدون طبيب دائم وأطر صحية كافية وأدوية وتجهيزات، مطروحا بحدة بعد ظهور أعراض مرض الليشمانيا على طفلين إلى حد الآن.
لقد طرحنا هذا السؤال لأن الأمريتطلب تدخلا استعجاليا وتعبئة صحية شاملة على شكل حملات تحسيسية مكثفة وإجراء الفحوصات والتشخيصات في صفوف أطفال المدارس والإعداديات، وأيضا يتطلب من السلطات الإقليمية الضغط على بلدية تيزنيت من أجل إيجاد حل لمطرح الأزبال العشوائي وإبعاده عن السكان، للقضاء على أحد أسباب ومسببات مرض الليشمانيا.