مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم يكرم الوزيرة الفرنسية ذات الأصول المغربية نجاة بلقاسم

كرم مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، في حفل افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، وزيرة التعليم الفرنسية السابقة ذات الأصول المغربية من منطقة الريف نجاة بلقاسم.
كما عرف الحفل تكريم كل من الدكتورة مزيان بنجلون، و المخرجة المغربية إيزا جيني، المتخصصة في إخراج الأفلام الوثائقية، والمخرجة الأفغانية زكريا ملالاي اعترافا بمجهوداتهن وعطاءاتهن للثقافة بمختلف تلاوينها محليا ودوليا ..
وقد جرى حفل الافتتاح أول أمس يوم الاثنين 15 نونبر الجاري، بحضور فعاليات سينمائية وسياسية وحقوقية ومجتمعية، وطنية وعربية ودولية.
وبالمناسبة تم تقديم الجائزة الدولية لحقوق الإنسان والسلم، لنجاة بلقاسم، هذه الجائزة التي يمنحها مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم لإحدى الشخصيات الدولية التي أعطت وتركت بصمات بفضل أعمالها المتميزة في كثير من المجالات التعليمية و الاجتماعية ..
ففي كلمة له بالمناسبة،أكد عبدالسلام بوطيب مدير المهرجان ورئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، على أن «في مثل هذه اللحظات الثقافية ينتصر فينا الأمل أعمق وأكثر»، مبرزا على أنه تعلمنا في زمن كوفيد 19 « كم هي الحاجة لنا ماسة إلى تعليم بجوة عالية، وإلى صحة بجودة أعلى والى التضامن بنفس انساني، وتعلمنا كذلك أن لل معنى للحياة دون إعطاء عمق ثقافي للأشياء والممارسات الميدانية.
وأضاف بوطيب،أن الثقافة هي الضمان الأساسي لاستمرار الحياة، وأن وحدها من يضفى على الحياة بهجة، وجمالا ورونقا، وأنها وحدها من تضمن للإنسانية الإيجابية أن تستمر متضامنة.
وقد عرف حفل الافتتاح تقديم لجان التحكيم المتعلقة بالأفلام الطويلة، ثم الأفلام القصيرة، وبالشرائط والوثائقية.
وستواصل فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة في الفترة المتراوحة بين 15 نونبر الى 20 منه وسيعرض خلالها 9 افلام قصيرة وستة افلام طويلة و10 أشرطة وثائقية. كما سيشهد المهرجان في يومه الثاني ندوة فكرية دولية حول « العالم مابعد كوفيد 19» تشارك فيها عدد من الفعاليات السياسية والحقوقية والفنية .
تجدر الإشارة على الفرنسية – المغربية نجاة بلقاسم كانت أول امرأة تتولى مثل هذا المنصب في فرنسا، وتحتل المرتبة الثالثة في ترتيب الوزراء.
وقد ولدت نجاة فالو بلقاسم عام 1977 ببلدة بني شيكر بإقليم الناظور، من أب مغربي وأم جزائرية .
هاجرت إلى فرنسا عام 1982 وعمرها لا يتجاوز خمس سنوات برفقة والدتها وشقيقتها الكبيرة للالتحاق بالوالد الذي كان يعمل في شمال فرنسا في مجال البناء.
باشرت دراستها في المدارس الفرنسية ثم التحقت عام 2000 بمعهد العلوم السياسية بباريس.
هذا وبدأت نجاة فالو بلقاسم حياتها المهنية كمستشارة قانونية في مكتب محاماة بمجلس الدولة وفي محكمة النقض حيث أمضت ثلاث سنوات.
انضمت إلى الحزب الاشتراكي عام 2002 وعملت كمستشارة في ديوان رئيس بلدية ليون، جيرار كولومب، الذي كان أيضا عضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي.
ومن بين المهمات التي أسندت لنجاة بلقاسم آنذاك، تعزيز الديمقراطية في الأحياء الشعبية لمدينة ليون ومقاومة التمييز العنصري والدفاع عن حقوق الإنسان، إضافة لإيجاد فرص عمل ومساكن للشبان الذين يعيشون في أحياء شعبية ويعانون من البطالة.
بين 2002 و2007، شغلت نجاة فالو بلقاسم مناصب عدة داخل الحزب الاشتراكي أو في منطقة «رون آلب»، كما كانت ثالث ناطقة رسمية لحملة سيغولين روايال في الانتخابات الرئاسية 2007 برفقة فانسون بيون وأرنو مونتبور.
معروف عن نجاة بلقاسم أفكارها اليسارية بحكم تاريخ عائلتها والمناطق التي كبرت فيها، وهي من أبرز المدافعات عن حقوق المرأة وعن نضالها السياسي ضد التمييز، لا سيما في المناطق الفقيرة.
التزامها السياسي بجانب سيغولين رويال في 2007 ثم في 2011 خلال الانتخابات التمهيدية من اجل اختيار مرشح الحزب الاشتراكي في 2012 جعلها تتقرب أكثر من فرانسوا هولاند الذي اختارها هو أيضا كناطقة رسمية لحملته الانتخابية في 2012.
شاركت نجاة فالو بلقاسم في العديد من المهرجانات الانتخابية والحوارات السياسية ودافعت عن مرشح الحزب فرانسوا هولاند بقوة برفقة اوريلي فليبيتي ومسؤولين آخرين.
وبعد فوز هولاند في الانتخابات الرئاسية في مايو 2012، تم تعيينها وزيرة لحقوق المرأة والمتحدثة الرسمية باسم الحكومة لتكون بذلك أصغر وزيرة سنا في حكومة جان مارك إيرولت.
باشرت نجاة بلقاسم نشاطها الوزاري بعزم، وكان هدفها الوحيد تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في جميع ميادين المجتمع إضافة إلى محاربة الأفكار المسبقة التي كانت تروج بخصوص النساء.
في 2013، أنشأت نجاة فالو بلقاسم «المجلس الأعلى للمساواة بين الرجال والنساء»، وهي هيئة تدافع عن مبدأ المساواة بين الجنسيين في جميع مجالات الحياة.
في 2014، تم تعيينها وزيرة لحقوق المرأة والمدينة والرياضة والشباب في حكومة مانويل فالس  ثم وزيرة للتربية في الحكومة.
وكانت نجاة بلقاسم وفية لالتزاماتها الحكومية ودافعت بقوة عن سياسة الحكومات التي شاركت فيها، هذا ما جعلها تحظى بشعبية كبيرة لدى الفرنسيين وداخل الحكومة.
ج .م


الكاتب : تصوير زليخة

  

بتاريخ : 17/11/2021