تعرف مستعجلات مستشفى القرب بسيدي مومن بالدارالبيضاء وضعية استثنائية تبعث على كثير من الاستغراب والقلق والتساؤل العريض، والتي تتمثل في وجود طبيبة واحدة تؤمّن الخدمات الصحية لوحدها في هذا المرفق الصحي العمومي، وتتكفل بالفحوصات واستقبال المرضى والإجابة عن احتياجاتهم المرضية، وفقا لما هو متوفر ومستطاع، مما يضطرها للعمل بالتوقيت الإداري على مدار اليوم منذ الصباح إلى غاية الرابعة والنصف زوالا، لتتوقف بعد ذلك الخدمات في هذه المصلحة؟
شلل يطال المصلحة بعد التوقيت الإداري، ويجد المتضررون الذين هم في حاجة إلى تدخل استعجالي أنفسهم في حيرة من أمرهم، مطالبين بالتوجه إلى مرافق أخرى بحثا عن ضالة علاجية، بما أن طلبهم لا يتم توفيره بالمؤسسة القريبة منهم، وفقا لعدد من المتضررين، الذين أكدوا في تصريحات للجريدة، أن هذه الوضعية ليست بالطبيعية ولا بالسليمة، وهو ما يتطلب تدخلا من المسؤولين المعنيين بالشأن الصحي، لتزويد المصلحة بالموارد البشرية الكافية، التي من شأنها الإجابات عن الانتظارات الصحية للساكنة، عوض الاقتصار على تحميل طبيبة واحدة كل الجهد والثقل وأعباء تدبير تبعات اختيارات ليست مسؤولة عنها.
وضعية، تنضاف إلى جملة من الأعطاب التي باتت عنوانا عريضا وسمة مشتركة بين جملة من المؤسسات الصحية العمومية التي تئن تحت وطأة الخصاص في الموارد البشرية واللوجستيكية، وترفع الجائحة الوبائية من منسوب الضغط عليها، الأمر الذي يتطلب تدبيرا إداريا عقلانيا حكيما، لتخفيف الضغط عن المهنيين والاستجابة للاحتياجات الصحية للمرضى الذين هم في حاجة إلى تدخلات علاجية مختلفة.