مسرح نادي الأضواء يقدم عرضه الجديد للأطفال:«أصدقاء الغابة»

لا تزال فرقة مسرح نادي الأضواء البيضاوية، تناضل فنيا، عبر اشتغالها على عرض مسرحي موجه للطفل كل موسم. وسمت العملية بالنضال، نظرا لما يتطلبه هذا الصنف المسرحي – عكس ما يعتقد البعض – من إمكانيات، على مستوى الديكور والموسيقى والأغاني المصاحبة وتوفير فرقة راقصة، ثم ضرورة الاعتماد على مجموعة لا بأس بها من الممثلات والممثلين، عكس عروض الكبار، التي قد تقدم بممثلين اثنين أو ثلاثة فقط.
المسرحيات الاحترافية الموجهة للطفل، تجد صعوبة في استقطاب جمهور، بسبب غزو عروض البهلوانات، التي تعتمد على الإضحاك الغير تربوي والغير أخلاقي، راقصة كذلك على أغاني إيقاعية، غير موجهة في الأصل لجمهور الأطفال.
” أصدقاء الغابة ” هو عنوان الأوبيريت الغنائية الاستعراضية، التي اشتغلت عليها فرقة مسرح نادي الأضواء، للموسم الحالي، وقد قدمتها بدعم من المسرح الوطني محمد الخامس، في جولة بمجموعة من المدن المغربية، من بينها، عرض قدم في الآونة الأخيرة بمسرح ابن مسيك، حضره مجموعة من الأطفال، منهم من كانوا مرفوقين بأمهاتهم أو آبائهم، وحضر العرض كذلك مجموعة من الفنانين والمهتمين.
الأوبيريت التي ألفها الفنان حمزة الغلواني، قام بإعدادها الدراماتورجي وإخراجها كذلك الفنان إدريس السبتي، وأحداثها تجري وتقع في غابة، كما يشير إلى ذلك الديكور الغني المؤثث للركح، وفق تصور سينوغرافي لمحمد أمين أيت حمو، الذي أبدع في صنع أشجار ثابتة حينا، ومتحركة حينا آخر، عندما تتحول إلى شخصيات لها موقعها الخاص، داخل تطور سياق الأحداث.
تفوقت ” أصدقاء الغابة ” في شد اهتمام وانتباه الجمهور الحاضر عبر حكاية باللغة العربية. تنطلق أحداثها من قلب غابة كثيفة، تتوسطها بحيرة عذبة، تستحم بها خمس بطات صغيرات وأمهم، يطاردها صياد رفقة كلبه الشرس. تصاب البطة الأم بطلقة الصياد، وتسعى البطات الصغيرات لإنقاذ والدتهم والابتعاد بها، بعد أن تأخر الكلب في الانقضاض عليها وسحبها للصياد. رحلة البطات الصغيرات رفقة والدتهن، ستعترضها مجموعة من المغامرات.
من بين الأفكار المشرقة، التي أدخلت بهجة خاصة، على كل من تابع فصول “أصدقاء الغابة”، ذلك التحول الذي طرأ على مسار الصياد، بعد أن كان يتلذذ باصطياد الطيور والقضاء عليها، يصبح صديقا لها وصديقا وفيا للغابة والبيئة، وقد أدى دوره بإقناع الفنان عبد الله شيشة، وشاركه في التشخيص والرقص باحترافية كذلك كل من الفنانين: فاطمة بصور، رحاب كراسي، ثم حمودة أمرمور ومصطفى صبحي، فاتن هلال بك، التي أدت كذلك بصوتها الشجي الجميل، كل أغاني المسرحية، التي كتب كلماتها رشيد مودني، فيما الألحان والعزف الموسيقي، فهما من إبداع الفنان المتميز زهير كوراديدي.
لا بد في الختم، من الإشادة بجمالية الملابس، التي جاءت ملائمة لسياق الحكاية الفنية المؤثثة لهذا العرض، وهي من تصميم سلوى ياسين، وكذلك بالمشاركة المتألقة في التشخيص والرقص للبراعم الجميلة : خالد، منال ونورهان


الكاتب : عبد الحق السلموتي

  

بتاريخ : 07/06/2024