انطلقت فرقة “غرناطة أرلكان” في جولة لها عبر بعض مدن المملكة ابتداء من يوم لأربعاء 26 أكتوبر 2022، بعد العرض الأول لمسرحية “بورتري.. بغا يقول شي حاجة وحشم” للمخرج عمر الجدلي، والتي احتضنها مسرح بنمسيك بالدار البيضاء الأسبوع الماضي، وسط حضور إعلامي وجماهيري كبير.
وتحكي المسرحية وهي من تشخيص عبد الرحيم المنياري، مونيا لمكيمل، الزاهية زهيري، والممثل المقتدر محمد الأثير قصة فتاة (مونيا لمكيمل)، مولوعة بفن الرسم، فكانت كلما تحركها الرغبة في الزواج تعترضها وضعية الأم الأرملة الكفيفة التي تحتاج إلى العناية الخاصة، وكذلك وصية الأب التي تفرض عليها الزواج من أحد أبناء العمومة، فتقضي وقتها في الرسم بين أربعة جدران.
فكرت الشابة في التخلص من واقع بئيس فرضته وصية الأب، فانطلقت في البحث عن حبيب مفقود لا توجد ملامحه الا في الذاكرة التي احتفظت بها لمدة أكثر من عشرين سنة، وأخذت تخطه على شكل بورتري جميل وفقا لما تمليه عليها مخيلتها.
دخل العمان وابنيهما في منافسة حادة للتسابق من أجل ملامسة ذلك الحلم الذي سيمكنهما من الوصول إلى الإرث، لكن لم يضعا في الحسبان أنهما سيتحولان بفضل موهبتها الفنية في رسم “البورتري” إلى قنطرة تؤمن الوصول إلى ذلك الحبيب الذي سكن الذاكرة والقلب لعقدين من الزمن، أي عندما كانت تتابع دراستها بمستوى الخامس ابتدائي إلى جانب زميل لها تحول فيما بعد إلى فارس الأحلام.
وقد توفق المخرج المبدع عمر الجدلي خلال هذا العمل، في طرح بعض الإشكاليات التي تعيق حرية المرأة، وتجعلها قاصرة أمام اختياراتها الشخصية والعاطفية بحكم الأعراف والتقاليد والأصول..، ونجحت أيضا فرقة غرناطة في تقديمها في طابق فرجوي تختلط فيه كل مقومات الفرجة، من الكوميديا والدراما والرقص والغناء..
وتعتبر مسرحية “بورتري” واحدة من بين مجموعة من المسرحيات التي تظهر بالملموس اهتمام المخرج ابن مدينة البهجة عمر الجدلي، بموضوع حقوق المرأة، نذكر من بينها “رياض الزاهية”، “مشرط الحناك”، “شغل لعيالات”، “آش الداني”، “سحت الليل”، “سعدات سعيد”، “دار الباشا”.
جدير بالذكر أن الطاقم التقني خلال العرض الأول لمسرحية “بورتري..بغا يقول شي حاجة وحشم”، تألق في تقديم عرض متكامل بين الإضاءة والصوت والديكور والسينوغرافيا، أمتعت الجمهور الذي ملأ جنبات قاعة مسرح بنمسيك.