نظمت منظمة « الدولية للتربية»، بتنسيق مع مركز التضامن العمالي، أيام 27 و28 يونيو 2022 بمدينة الدار البيضاء ورشة عمل حول «تنمية مهارات النقابات العمالية»، وذلك في إطار تبادل الخبرات والتجارب لتطوير العمل النقابي والرفع من المهارات النقابية للترافع حول القضايا التعليمية والنقابية محليا وعلى المستوى الدولي.
الورشة النقابية عرفت مشاركة وازنة وفعالة للنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) بحضور الكاتب العام الصادق الرغيوي وبعض المسؤولات والمسؤولين النقابيين بنفس النقابة، بالإضافة إلى مشاركة كل من ممثلي النقابة التعليمية المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمغرب وممثلي الجامعة الحرة للتعليم التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب.
الجلسة الافتتاحية للقاء النقابي المشار إليه تميزت بتقديم عرض لممثلة المنظمة التعليمية « الدولة للتربية» التي ذكرت بمحاور ورشة العمل، وكذا بأهداف وطريقة عمل الدولية للتربية، وبالأدوار التي تقوم بها بمختلف دول العالم من أجل توفير تعليم جيد وحماية الحقوق النقابية وتحسين أوضاع العاملين بحقل التعليم، بتنسيق مع مركز التضامن العمالي.
وخلال نفس الجلسة، أشار الصادق الرغيوي الكاتب العام لنقابة الفدش في مداخلته إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعرفها العالم وانعكاساتها السلبية على الفاعلين في مجال التعليم، وما عرفته أوضاع العاملين به من تراجع على مستوى الحقوق والمكتسبات، في ظل انتشار وباء كوفيد 19، وسيطرة حكومات الرأسمال المتوحش على العالم، ومن بينها الحكومة المغربية الحالية التي أجهزت على الحقوق والمكتسبات الاجتماعية للطبقة العاملة بصفة عامة، حيث دعا في هذا الصدد إلى المزيد من الحذر وإلى التضامن وإلى توحيد العمل النقابي والبحث عن المشترك لمواجهة المخططات التي تدبر في الظلام للإجهاز على المكتسبات، وكمثال على ذلك «ما يخطط له لإعادة «إصلاح صندوق التقاعد». مستغربا في الوقت نفسه من إقصاء الفدرالية الديمقراطية للشغل من الحوار الاجتماعي رغم حصولها على نتائج مهمة في انتخابات ممثلي الموظفين والعمال خاصة في القطاع العام، ومتسائلا عن الاختلاف في تحديد المعايير للتمثيلية في المنظمات النقابية الدولية والعربية.
وتواصلت أشغال اللقاء النقابي بمداخلة الكاتب العام لنقابة الكدش وكذا بتقديم تقرير لجنة الخبراء المعنية بتطبيق التوصيات المتعلقة بالعاملين في التدريس عن بعد من طرف مارتن هنري منسق بوحدة سياسة التعليم والبحث للتربية، وتقديم عروض حول حرية تكوين النقابات في ضوء القانون الدولي والوطني من خلال رصد التقارير الحكومية في منظمة العمل الدولية ومدى تطبيق الحكومات للاتفاقيات الاساسية الوطنية والدولية الموقعة في شأن الحق في الإضراب وفي تكوين النقابات، خاصة الاتفاقيات : 87، 98، 100 و111، وكذا التركيز على التقاضي الاستراتيجي واستغلال التمثيلية في المنظمات الدولية للدفاع عن القضايا التعليمية وعن حقوق العاملين بحقل التعليم، سواء في ما يتعلق بتحسين أوضاعهم وكذا في شأن الممارسة النقابية والحق في الإضراب للدفاع عن مصالحهم.
وفي اليوم الثاني من أشغال ورشة عمل حول «تنمية مهارات النقابات العمالية» تم تقديم عرض حول كيفية تحديد الاستراتيجيات والحملات لمناصرة والدفاع عن حقوق النقابات العمالية من طرف المنسقة الإقليمية للدول العربية بمنظمة»الدولية للتربية»، وعرض آخر حول مشاركة النقابات الوطنية في مؤتمرات منظمة العمل الدولية، حيث تخللت هذه العروض مناقشات وتدخلات المسؤولات والمسؤولين النقابيين المشاركين في الندوة النقابية سواء عن طريق الأسئلة المباشرة للمحاورين أو في إطار العمل في ورشات لتحديد الاستراتيجيات وإيجاد الآليات لمناصرة قضايا الشغيلة التعليمية والطبقة العاملة، والسعي إلى توفير المناخ الأنسب الذي تعمل فيه النقابات من خلال الدفاع عن الحق في الإضراب وفي تكوين النقابات.
وتجدر الإشارة إلى أن «الدولية للتربية» تعتبر أكبر اتحاد للنقابات على الصعيد الدولي وتمثل 3 ملايين من العاملات والعاملين في قطاع التعليم. وتعمل على توحيدهم لمناصرة قضاياهم، وتطوير الممارسة النقابية، وكذا الدفاع عن تعليم جيد ممول من طرف القطاع العام.