مشروع قصص: من أحاديث ذات شجون، للكاتب محمد صوف

عن دار سلبيكي أخوين بطنجة، صدرت المجموعة القصصية (زمن عبد الرؤوف)، الطبعة الأولى 2014، للكاتب محمد صوف، وتتكون من أربعة عشر قصة، بداية كل واحدة بـ (حديث)، تتنوع حسب الموضوعة المعالجة من لدن الكاتب، وبرغم اختلاف هذه الأحاديث، فهي تشكل ضفيرة واحدة، تختلف باختلاف السياقات والرؤيا، التي يسعى الكاتب لطرحها ومناقشتها، وقبل السفر في متون هذه الأحاديث، لابد من تحديد المواضيع- بعجالة- بحسب العنوانات، ففي صيغة «الحب يهبك الحرية ومن يعتقد أن الحب يفقد الحرية فهو لم يجرب الحب» (ص 7). ثم عصي على الفهم «لا تفكر في العالم. أنت العالم. إذا تغيرت تغير العالم « ص 11. في دمعة بليغة «والخطوة الأولى نصف الطريق» (ص 19). أما لحظة خارج الزمن « الإنسان الناضج طفل لا يغادر طفولته « (ص 25). و: في حضرتهم «تذكر بيتا من الشعر ولم يتذكر قائله، بل لم يتذكر البيت بفصه ونصه. يقول البيت عن البراءة إن الإنسان يراها تنطفئ ببطءٍ وتغيب في غمرة ضوء النهار المتعارف عليه» (ص 30). مع لا أحد «بدون حب لن تلاحظ شيئا ذا بال « ص 37. معي: « أفكارك تصيبك بالوهن. وأفكارك تذهب الوهن عنك» (ص 42). أما بصيغة أخرى « أجمل ما في الحب أن نقائصك تصبح تكملة وبدونها لست أنت الذي أحب» (ص 48). عن حالة لا توصف «صوت قال الحب علاقة والعلاقة خضوع والخضوع لحظة انتظار لحظة رضا تعيشها عبر كلمة عبر ابتسامة عبر فعل « (ص 54). عن رقم الشؤم «أردت أن أهرب من الإنتظار فأخذت مقعداً في حديقة. واخترت أن أصمت أطول مدة ممكنة « (ص 59). و: عن لحظة داخلنا: «أنا التي أشعر بما أحدثته في من تغيير هنا والآن» في: كالبوح «إن الحزن جميل ويستحق أن يحب. وليس عيبا أن تكون حزينا « ص 72). أما: معها «إذا قبلت أن تشتغل لحساب الآخرين ستقبل أن تكون خادما. وأنت حر. لست عبداً اطرد العبودية من أحلامك « (ص 78). وأخيراً: عبد الرؤوف «عندما أكبر سأصبح صحفيا وأحاور عبد الرؤوف « (ص 84).
إن زمن عبد الرؤوف، يختلف عن زماننا، والدليل على ذلك، الوالد الذي أسقط من جيبه الورقة المالية، مدعيّاً أنها سقطت للرجل، حتى لا يحرج، ويتسنى له شراء الورقة، لمشاهدة كوميديا عبد الرؤوف.
من هذه الومضة الآسرة، التي التقطها القاص والروائي: محمد صوف، تتعانق جميع الأحاديث لتشكل مشروع كتاب- قصصي ذا نغمة واحدة، عبارة عن حكم وتجارب مستمدة من الحياة بحلوها ومرها.
هذا المشروع القصصي، يفتح الباب بالتركيز على الحب، لأنه الأسمى، والمحدد لاستمرارية العلاقات، وتستمر ضفائر الأحاديث، لتشكل بنوداً مستمدة من تجارب الحياة، وهي بنود أساسية، ومدعمة لبناء العيش، ودوام الاستمرار.
في هذا المشروع القصصي، نرى الكاتب محمد صوف، يرصد تفاصيل المجتمع، ويلتقط أهم الحركات، والجمل المفيدة، والتي لها محل من إعراب الحياة، تجنباً للأخطاء التي يقع فيها الإنسان في مواجهة أخيه الإنسان.


الكاتب : محمد عرش

  

بتاريخ : 18/07/2023