لا يكاد يمر يوم دون أن يعرف المقطع القريب من مقر ولاية جهة مراكش آسفي بشارع 11 يناير ، حادثة سير. فكم من الضحايا سقطوا في هذا المقطع المميت و حولوا اتجاه مستعجلات المستشفيات العمومية أو المصحات الخاصة، و كم من الأرواح أزهقت فيه، دون أن يخلف ذلك أي أثر على مستوى تحركات المسؤولين لمعالجة وضعية هذه النقطة السوداء التي صار السكان يسمونها ب»معبر الموت « ؟
يحظى شارع 11 يناير بأهمية استراتيجية بالمدينة الحمراء، فهو يفصل المدينة العتيقة شرقا عن الأحياء الجديدة كالداوديات غربا، و يقود في اتجاه مدينة فاس و حي النخيل شمالا، و يضم عددا من المؤسسات العمومية التي تستقطب يوميا عددا كبيرا من المرتفقين كولاية الجهة و و ولاية الأمن و المركز الثقافي و مديرية التخطيط وغيرها، مثلما يقود إلى سوق الخميس، الذي يقصده عدد كبير من التجار و يستقطب حركة كبيرة لنقل البضائع بالشاحنات و العربات المجرورة بالدواب، إضافة إلى ما يولده تواجد عدد من المؤسسات السياحية بمنطقة النخيل التي يمثل معبرا أساسيا لها، من حركة كثيفة لناقلات السياح من سيارات و حافلات.
و عادة ما يخاطر السكان الذين يرغبون في المرور من المدينة العتيقة إلى أحياء الداوديات أو العكس، بالعبور من المقطع القريب من مقر ولاية الجهة، في غياب أية حماية في طريق يعرف تسارع العربات التي تكتظ فيه، مما يؤدي إلى وقوع حوادث مميتة. و يعتقد السكان أن الإمعان في تجاهل الوضع الخطير لهذا المقطع من قبل مسؤولي مدينة مراكش، يمثل إصرارا على تعريض المزيد من المارة لخطر الإصابة أو الموت، و يطالبون بالتحرك العاجل لوقف هذا النزيف بتوفير ممرات محمية للراجلين الذين يرغبون في عبور الطريق، و لاسيما في ما يتعلق بإجراءات فرض تخفيض السرعة على المركبات.