مع استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران جيش الاحتلال يواصل استهداف غزة واتصالات لوقف الحرب وسط وعود جديدة لترامب

في ظل استمرار الهدنة الهشة بين إسرائيل وإيران، التي دخلت حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويثير تساؤلات حول إمكانية توسيع نطاق وقف إطلاق النار ليشمل القطاع. وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 20 فلسطينيا، بينهم 6 أشخاص كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية قرب جسر وادي غزة، جراء استهداف إسرائيلي بالرصاص الحي وقذائف الدبابات. وأفاد مستشفى العودة في مخيم النصيرات بوصول جثامين ومصابين، بعضهم في حالة حرجة، مما يعكس استمرار العنف رغم الجهود الدبلوماسية
على صعيد الجهود الدبلوماسية، أكدت حركة حماس تكثيف الاتصالات مع الوسطاء في مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى والرهائن. وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لحماس، إن الحركة ترحب بأي جهود «صادقة» لإنهاء الحرب، لكنها تتهم إسرائيل ب»التلكؤ» في المفاوضات، مطالبة بصفقة شاملة تشمل وقفا دائما لإطلاق النار، انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع، إدخال المساعدات، وتبادل الأسرى. وفي الوقت نفسه، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى «تقدم كبير» فيما يتعلق بغزة، معتبرا أن الضربات الأمريكية على إيران قد تساهم إيجابيا في تهدئة الوضع بالمنطقة
في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 7 من جنوده في حادثة واحدة جنوب غزة، ليرتفع عدد القتلى العسكريين إلى أكثر من 430 منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، وفي المقابل، أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل 56077 فلسطينيا، معظمهم مدنيون.
على الجانب الإيراني، أثارت الضربات الإسرائيلية والأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية جدلا واسعا. فبينما قال ترامب إن الضربات دمرت البرنامج النووي الإيراني «بالكامل»، أشار تقرير استخباري أمريكي إلى أن الضربات أخرت البرنامج بضعة أشهر فقط. في المقابل، أكدت إيران استمرار برنامجها النووي، وصوت برلمانها لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهما إياها بالانحياز. كما أعلنت إيران إعدام 3 أشخاص بتهمة التجسس لإسرائيل، وتستعد لإقامة جنازة رسمية لقادة وعلماء قتلوا في الحرب
ورغم الهدنة مع إيران، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أن التركيز سيعود إلى غزة ل»تفكيك حماس» وإعادة الرهائن، بينما صنفت إسرائيل البنك المركزي الإيراني «منظمة إرهابية» لقطع تمويل الجماعات المسلحة. ومع استمرار التوترات، يبقى الوضع في غزة كارثيا، حيث يواجه 2.4 مليون نسمة مجاعة ونقصا حادا في المساعدات
وتعهد ترامب بمواصلة الجهود لإنهاء الصراع، لكن التحديات السياسية الداخلية في إسرائيل، بما في ذلك ضغوط الائتلاف الحاكم المتطرف، قد تعرقل المفاوضات. ومع استمرار العمليات العسكرية والقيود على المساعدات، تبقى آمال وقف إطلاق النار في غزة معلقة وسط وعود ترامب بتحقيق اختراق دبلوماسي


بتاريخ : 26/06/2025