مع الدكتور بدر طنشري الوزاني: كل ما تجب معرفته عن تربية الحيوانات الأليفة 2 : أمراض الكلاب

الكلاب، القطط، الخيول وغيرها من الحيوانات، علاقتها بالإنسان ليست وليدة اليوم، تتعدّد دوافع وغايات والارتباط بها، إما بغاية الحراسة أو الخدمة أو الألفة والمؤانسة ومواجهة الوحدة أو غيرها من الأهداف، التي وإن اختلفت المقاصد من وراءها إلا أنها تؤكد على أن الرابطة بين البشر وبعض هذه الحيوانات تكون أكثر متانة وقوة وأشدّ وفاء.
وإذا كانت الرغبة في الحصول على أحد هذه الحيوانات وترتبيها قوية بالنسبة للبعض، فإن الاعتناء بها وتوفير كل الشروط لها يجب أن يكون أقوى، فهذا الأمر يعتبر شرطا أساسيا، للحفاظ على حقوقها، وحماية صحتها وصون سلامتها وعدم تعريضها للخطر، وهو ما يتطلب الإلمام بالعديد من “التفاصيل الحياتية” منذ الولادة، كما هو الحال بالنسبة للتلقيح، التعامل مع الأمراض، التغذية، العلاقة بالمحيط، النظافة، التزاوج وغيرها من المعطيات لتفادي الإضرار بها وفقدانها في لحظة من اللحظات بسبب تقصير أو سوء تقدير.
“الاتحاد الاشتراكي” ومن أجل الاطلاع أكثر على كيفية التعامل مع “ الحيوانات الأليفة “، اختارت أن تخصص للقراء سلسلة من الحلقات لأجل تقريب كل المعلومات المتعلقة بتربية عدد منها، مستضيفة في هذا الإطار الدكتور بدر طنشري الوزاني، الطبيب البيطري، ورئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، للوقوف عند التفاصيل المختلفة من أجل تربية سليمة للكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات الأخرى …

 

لقد أشرنا في الحلقة الأولى من هذه السلسة إلى أخطر الأمراض التي تتهدد الكلاب في مراحل حياتها الأولى، ويتعلق الأمر بمرض الكوليرا، الذي يتطلب الحصول على لقاح مضاد له لحماية الكلب من الموت بسبب هذا الداء. وتشكّل زيارة الطبيب البيطري لهذه الغاية مناسبة لكي يقدّم المختص للشخص الذي يقوم بتربية الجرو برنامج التلقيح الموصى به الذي يهمّ أربعة أمراض مهمة تفتك بالحيوان، إضافة إلى التطعيم ضد مرض السعار الذي يقي الكلب والإنسان على حدّ سواء، بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بمرض معدٍ ينتقل بسهولة إلى الإنسان من الحيوان، من خلال مجموعة من الحيوانات الناقلة للمرض وليس فقط الكلب، وذلك عن طريق العضّ أو الخدش أو حتى من خلال اللعاب، والذي قد يكون قاتلا للشخص المصاب إذا لم يتم التدخل بشكل سريع.
وإلى جانب إشكاليتي الكوليرا والسعار فإن الكلاب تعاني من مشاكل أخرى ذات اثر صحي لها علاقة بالطفيليات التي تكون عرضة لها، سواء منها الداخلية أو الخارجية. ويتواجد النوع الأول من الطفيليات على مستوى الجهاز الهضمي في حين أن النوع الثاني خارجي ويهمّ البعوض والقراد وغيرهما، وتتسبب هاته الأخيرة في نقل الأمراض من كلب إلى آخر، كما أنها حين تغزو جسمه يمكن أن تخلق له معاناة كبيرة بسبب كثرة الحكّ الأمر الذي يؤدي إلى تساقط الجلد، فضلا عن أنه قد ينتج عنها الإصابة بأمراض على مستوى الأذن كذلك، وبالتالي يتعين خلال الفترة ما بين شهر و 3 أشهر، وفقا لنوع الطفيليات، أخذ الدواء الذي قد يكون خارجيا، علما بأن هناك أدوية جديدة عبارة عن أقراص، وهي الأدوية التي يصفها الطبيب البيطري حسب الحالة التي تخص كل كلب بعينه.
أما بالنسبة للطفيليات الداخلية فإن عددا منها قد يتسبب في هزال الكلب بسبب عدم استفادته من التغذية التي يمنحها إياه، ومن أنواعها المعروفة نجد تلك التي تسمى بـ «السينتة» التي يخرج بيضها من خلال الفضلات، وهنا يجب التنبيه إلى أن الكلب حين يقوم بالتخلص منها، ويعمل على لحس منطقته الخارجية وجلده وأنحاء مختلفة من جسمه، فإن الإنسان يمكن أن يلامس بدوره هاته الإفرازات وإذا تناول الطعام دون غسل يديه فإنه يكون عرضة للإصابة بمضاعفات صحية. وللإشارة فإن هذه الطفيليات تتسبب في ظهور أكياس مائية إما في الكبد أو المخ أو غيرهما، وبالتالي وللحفاظ على صحة الإنسان والحيوان معا، يتم منح الكلب الأدوية الخاصة بمحاربة الطفيليات وفقا لوصفة الطبيب البيطري بشكل دوري، إما خلال 3 أو 6 أشهر حسب الحاجة والضرورة. وعموما يجب الحرص على زيارة الطبيب البيطري دوريا للوقوف على كل المتغيرات التي قد يعرفها الكلب خلال مسيرته الحياتية ومتى ظهرت عليه بعض الأعراض المقلقة، مع الإشارة إلى أن جدولة التلقيح، تصبح سنوية بعد ذلك، أخذا بعين الاعتبار ما أشرنا إليه في الحلقة الأولى وبداية هاته الحلقة الثانية.


بتاريخ : 24/03/2023