مع الدكتور بدر طنشري الوزاني: كل ما تجب معرفته عن تربية الحيوانات الأليفة -4-

الفضاء والسلوك في تربية الكلاب

 

الكلاب، القطط، الخيول وغيرها من الحيوانات، علاقتها بالإنسان ليست وليدة اليوم، تتعدّد دوافع وغايات والارتباط بها، إما بغاية الحراسة أو الخدمة أو الألفة والمؤانسة ومواجهة الوحدة أو غيرها من الأهداف، التي وإن اختلفت المقاصد من وراءها إلا أنها تؤكد على أن الرابطة بين البشر وبعض هذه الحيوانات تكون أكثر متانة وقوة وأشدّ وفاء.
وإذا كانت الرغبة في الحصول على أحد هذه الحيوانات وترتبيها قوية بالنسبة للبعض، فإن الاعتناء بها وتوفير كل الشروط لها يجب أن يكون أقوى، فهذا الأمر يعتبر شرطا أساسيا، للحفاظ على حقوقها، وحماية صحتها وصون سلامتها وعدم تعريضها للخطر، وهو ما يتطلب الإلمام بالعديد من “التفاصيل الحياتية” منذ الولادة، كما هو الحال بالنسبة للتلقيح، التعامل مع الأمراض، التغذية، العلاقة بالمحيط، النظافة، التزاوج وغيرها من المعطيات لتفادي الإضرار بها وفقدانها في لحظة من اللحظات بسبب تقصير أو سوء تقدير.
“الاتحاد الاشتراكي” ومن أجل الاطلاع أكثر على كيفية التعامل مع “ الحيوانات الأليفة “، اختارت أن تخصص للقراء سلسلة من الحلقات لأجل تقريب كل المعلومات المتعلقة بتربية عدد منها، مستضيفة في هذا الإطار الدكتور بدر طنشري الوزاني، الطبيب البيطري، ورئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، للوقوف عند التفاصيل المختلفة من أجل تربية سليمة للكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات الأخرى …

 

إذا كان الاهتمام بصحة الكلاب وبالشق المرتبط بتغذيتها من الخطوات الأساسية في مسيرة تربيتها والاعتناء بها فإن إعداد فضاء مناسب لها وتلقينها سلوكا سليما سواء في علاقة بالأسرة أو بالغير أو في ارتباط بالمهام التي يمكن لأجلها تسخيرها لها، يعتبر هو الآخر أمرا لا يقلّ أهمية، لأن كل هذه الخطوات هي متكاملة فيما بينها.
إن إعداد مكان للكلب يعتبر من بين التفاصيل المهمة التي يجب الحرص عليها لأن الأمر يتعلق بفضاء خاص به يأوي إليه للراحة والنوم وهو ما يستوجب توفره على مجموعة من الشروط لكي يحسّ فيه بالأمن والدفء والهدوء، بعيدا عن كل أشكال الإزعاج المختلفة، حتى لا يهجره ويتجه لأماكن أخرى قد لا يرغب فيها أصحاب المنزل، خاصة بالنسبة لمن يربون كلابا في الشقق السكنية. ولأجل هذه الغاية يجب الحرص على ألا يكون هذا الفضاء واسعا بشكل كبير، لأنه قد يشجعه على التخلي عن فضلاته في أحد جنباته، كما أنه لا يجب أن يكون ضيقا على مستوى المساحة كي لا يحدّ من حركته ويدفعه على هجرانه واللجوء إلى بدائل أخرى من تلك التي تؤثث أرجاء المنزل.
وإذا كان من الممكن تخصيص فضاء للعيش خاص بالكلب الموجه للحراسة، الذي قد يقضي به وقتا طويلا، فإن المكان الممنوح له على مستوى الشقق السكنية والمنازل المختلفة لا يمكن أن يصبح قارا، أي أنه يمكنه التوجه إليه في حالات بعينها، لكن بالمقابل يجب تخصيص الوقت له من أجل الخروج والتنزه وقضاء الحاجة لكي يتمكن من الجري واللعب بكل حرية وطلاقة. هذه الحركية والدينامية، والتخلص من الفضلات خارجا، والتفاعل الإيجابي مع ما هو مطلوب من الكلب يحيلنا للحديث عن السلوك الذي يجب أن يتحلى به، وذلك بتنفيذ ما يطلب منه، كالانتظار إلى حين منحه طبق الأكل، وعدم العواء في المنزل حتى لا يسبب إزعاجا للغير ضمانا لاحترام حقّ الجوار، والتوقف أو الجلوس أو الحركة أو الجري وغيرها من التعليمات التي قد توجّه إليه.
سلوكات يجب أن يكافئ الكلب عليها متى امتثل لها لتشجيعه على التفاعل مع ما هو مطلوب منه، لكي يدرك هذا الأمر فيواصل الاستجابة إيجابيا، لأن التحكم في تصرفات الكلب يعتبر أمرا أساسيا تفاديا لأي انفلات، خاصة حين يكون في الشارع العام ومختلف الفضاءات المشتركة، سواء في علاقة بكلاب أخرى خاصة الضالة منها أو القطط أو تعلّق الأمر بالإنسان.


الكاتب : إعداد: وحيد مبارك

  

بتاريخ : 27/03/2023