فجّر بعض وكلاء الأسفار فضيحة من العيار الثقيل، وكشفوا أن عددا من المواطنين المغاربة الذين أدوا مناسك الحج خلال هذا الموسم، هم عالقون في الديار المقدسة بسبب التأشيرات غير القانونية التي دخلوا بواسطتها في وقت سابق إلى الأراضي السعودية.
تفاصيل الواقعة انكشفت بعد إيقاف مواطنين مغاربة عقب تأديتهم مناسك الحج لكونهم دخلوا إلى الديار السعودية بتأشيرة «زيارة» و»فعالية» للمشاركة في مناسبة فنية وغيرها، وليس بغرض الحج، في الوقت الذي أكّدت لهم الوكالة التي رتّبت سفرهم، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي» أنهم سيتسلمون تصريحا بالحج عند وصولهم إلى الأراضي المقدسة لكنها أخلفت وعدها، حيث تم الاكتفاء بتسليمهم شارات باسم الوكالة ورافقوا الحجاج، لكنهم عند العودة وجدوا أنفسهم في وضعية غير قانونية، معرضين لإجراءات «البصم» وأداء غرامات مالية بسبب الحج بدون رخصة !
وأوضحت مصادر الجريدة أن الأمر يتعلق بحوالي 60 مواطنا مغربيا، منهم من تدبّر أمره بكيفية من الكيفيات وأدى الغرامة، ومنهم من لا يزال عالقا لكونه لا يتوفر على المبلغ المطلوب.
وندّد عدد من المهتمين بالشأن السياحي بهذا النوع من الممارسات التي تمس بالقطاع الذي يتم بذل مجهودات كبيرة فيه من أجل تأهيله حتى يستجيب لتطلعات المواطنين، ورفضوا التستر عليها وعلى أصحابها بدعوى عدم الإساءة للجسم ككل أو تحت مبرر الزمالة المهنية، منبهين إلى خطورة ما يقع وتبعات ذلك على المواطنين المغاربة الذين قد يجدون أنفسهم في وضعية عصيبة بسبب هذا النوع من الممارسات ذات البعد التجاري الصرف المخالف للقانون، ومؤكدين على أنها تسيء للمهنة وللمهنيين ككل.
وفي سياق ذي صلة، حاولت «الاتحاد الاشتراكي» ربط الاتصال هاتفيا مرات عديدة بصاحب الوكالة المذكورة من أجل أخذ رأيه في الموضوع لكن الهاتف ظل يرن دون جواب، في حين أن المسؤول الذي يتحمل تسيير مندوبية وزارة السياحة بالدارالبيضاء نفى أن تكون هناك أية معطيات متوفرة في هذا الصدد، وعلى نفس المنوال سار مسؤول مركزي بوزارة السياحة، الذي شدّد على أن عملية الحج لهذا الموسم، بما فيها الشق المرتبط بتأشيرات المجاملة، قد مرّت في ظروف جيدة ولم تسجل أية شائبة، مؤكدا أن الوزارة ليست على علم بالواقعة المذكورة، وبأنها لو تأكدت فإن هناك مسطرة إدارية وقضائية يتم الاحتكام إليها في مثل هذه الحالات.
وجدير بالذكر أن هذه الواقعة تنضاف إلى واقعة سابقة مماثلة، بعد أن تم إرسال عدد من المواطنين المغاربة، كل منهم يحمل تأشيرة تحت مبرر عامل موسمي للذبح في عرفات، بينما هم يسعون إلى القيام بمناسك الحج، فتم إرجاعهم من جدة والطائف والرياض !