توماس ستيرنز إليوت(1888/1965)
شاعر أمريكي-إنجليزي، كاتب مسرحي، ناقد أدبي، ومحرر. زعيم حركة الحداثة في الشعر، أعماله أثرت على العديد من الشعراء البريطانيين في عصره
حداثة في الشعر، أعماله أثرت على العديد من الشعراء البريطانيين في عصره
لَهُوَ أقسى الشهور نيسان/ من ميّت الأرض يخرجُ حيَّ الليلك/ بالشهوة يشِجُ الذاكرةَ/ وبالوسميّ يهزُّ مسبوت الجذور
أنت أيّتها المدينة الخيال
في ضبابةِ يوم شتويّ داكن
على جسر لندن، حيث كانت تتوافد الحشود
ما كنت أحسب الموت قد توفّى كلّ هؤلاء
وقد ذهبت أنفسهم حسراتٍ خاطفةً متقطّعة
وشخصَ كلّ أمامه
ما بينّ مصعّد ومحدّر إلى شارع الملك وليم
حيث كنيسة القدّيسة ماري ولنوث
تحصي الساعات بصوت مخنوق وتعدّها عدّا
حتّى الدقّة التاسعة الأخيرة
هلمّ إلى ظلّ هذه الحمراء لأطلعنّك على شيء مختلف/ظلّك يتّبعك صباحا/ظلّك يهرع إلى لقياك مساء/لتُملأنّ رعبا من قبضةٍ من رمادِ رفات
لا الشجرة الجرداء تسبغ عليك ظلّها/ولا الجندب يسلّيك/ولا الحجر الملموم يهبك خرير الماء/ليس ثمّة إلاّ الظلّ تحت هذه الشاهدة الحمراء
(تلك الجيفة) هل ستتزيّن بالزهر هذا العام/ أم هل أخذها الجليد بغتة/ وأٌقضّ عليها المضجعُ؟
ستنسن أنت يا من رافقتني في مراكب مايلي! هل بدأت تينع/تلك الجيفة التي واريتها العامَ الغابرَ تراب بستانك؟
حترسْ من الكلب بعيدا/ هو عشير البشر/ سينبشها بمخالبه/
ولسوف يخرجها/»أنت أيّها القارئ المُرائي/يا شبيهي/يا ابن أمّي»
*******
روني شار (شاعر فرنسي 1907/ 1988)
يعتبر روني شار،الذي توفي يوم 19فبراير 1988،أحد أكبر شعراء فرنسا حقبة القرن العشرين. ربطته أواصر صداقات بعدد كبير جدا من الكتاب، في خضم ذلك، جمعته صداقة راسخة مع ألبير كامو.
هل ثمّة خيرٌ من عظاية عاشقة/يفشي أسرارالأرض؟/أنت أيّتها الخفيفة اللطيفة يا ملكة السماوات/لِمَ لم تبني بيتك في حجارتي
الثعبان لا يعرفك/ الجرادة تبرطمُ/ أمّا الطوبين (الفأر الأعمى) فهو لا يراك
/ والفراشة لا تكره أحدا
جمرةُ السماء الأخيرة، وأوّل أُوارِ وجه النهار/ بنيانٌ مرصوصٌ مطلعَ الفجر، وهي تغنّي الأرض الهائجة المائجة/ مُصلْصِلة (أجراس) سيّدة نَفَسها، طليقة في وَجهتها/ فاتنة، نقتلها فيما نحن ندهشها
لكن ماذا لو كانت الكلمات معازق (معاول)؟ وإذن ما كان الموت في الأسفل، ليلتقط إلاّ صداك
لقد عاش الله بقوّة بيننا. نحن كنّا لا نعرف قطّ، كيف ننهض وننطلق/وقد خوتِ النجوم في عيوننا / تلك التي كانت سنيّة في عينه
من سهاد متجدّد، يقتات الشعر/ في كِنانتنا سهمٌ واحدٌ للموت: صناعة الفنّ قبل أن يحضر
أنت أيّها الليلُ الكامل، حيث لا يرفّ حلم فظّ غليظ، أبدا، أحفظْ لي حيّا ما أحبّ
أمّا الحلم، بالنسبة إلى الليل النابض بالحياة، فهو أحيانا ليس سوى طيف حزَاز صخر (بهَق حجارة)
تائهون نحن بلا حلم. لكن ثمّة دائما شمعة تتراقص في يدنا. وهكذا فإنّ الظلّ الذي ندخل فيه، هو سُباتنا المقبل منقبضًا بلا انقطاع
الليالي الحقّ: بريحٍ أعْتى/ بقنديلٍ أقلّ خفوتًا/ علينا أن نبلغ المحطّة/حيث يقول لنا الليل:»ألا فاعبروا»/ ولَنَعْرِفنَّ إذْ ينطفئ الزجاج/ أنّ تلك هي الحقيقة/ أنتَ أيّها التراب الذي أمسى ناعما/أنتَ أيّها الغصن، حيث ينضج فرحي/ إنّ شَدْق السماء أبيضُ/ والذي يبرُقُ هناك/ هو أنتِ يا محطّتي/ أنتَ يا حبّي/أنتَ يا خرابي
شكاة العظاية العاشقة: أنتَ أيّها الحَسّون/ لا تحلجْ عبّاد الشمس/ قد تعيا أشجار سروك/ استأنفْ طيرانك/ وعُدْ إلى عشّ الصوف عشّك/أنت لست ماسَة من السماء/ أيّها الطائر الريفي، حتّى تعفيك الريح/ وقوس قزح إنّما يتوحّد بزهرة اللؤلؤ