استعدادا للدخول المدرسي الجديد، الذي يعرف ارتفاعا في حركة السير والجولان، سواء تعلق الأمر بسائقي المركبات المختلفة أو الراجلين على حد سواء، وترقبا لإطلاق العمل رسميا بالخطين الثالث والرابع، نظمت جمعية مبادرة الخير بتراب درب السلطان حملة تحسيسية مفتوحة في وجه المارّة قبل أيام، تهدف إلى التوعية بالسلوكات الصحيحة التي يجب اعتمادها أثناء عبور الشارع، قبل أو خلال أو بعد مرور عربات الترامواي لتفادي الحوادث المختلفة، التي قد تتعدد تبعاتها والتي قد تصل حدّ الوفاة، كما وقع في عدد من الحالات المؤلمة سابقا.
حملة أكد بخصوصها عبد الفتاح زكي، رئيس جمعية مبادرة الخير في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أنه تمت برمجتها خلال هذه الأيام، لكونها ستشهد بالضرورة حركية كبرى بعد العودة من العطلة الصيفية والدخول المدرسي، إضافة إلى أن محج محمد السادس، انطلاقا من تقاطعه مع شارع الفداء صوب منطقة درب عمر على مستوى ساحة النصر، يعرف حركية تجارية كبيرة ويستقطب مواطنين ومركبات من مختلف الأحجام من أحياء مدينة الدارالبيضاء ومن خارجها من مدن مختلفة.
وشدد الفاعل الجمعوي في تصريحه للجريدة على أن شباب الجمعية عملوا خلال الحملة التحسيسية والتوعوية، التي تمت برمجتها بشراكة مع الشركة المسؤولة عن خطوط الترامواي، على تقديم نصائح وشروحات للفئات المستهدفة، باعتماد مجسمات للتشوير ومطويات وغيرها من وسائل التواصل، مضيفا بأنه تم التركيز على تهذيب سلوكيات المواطنين أثناء اجتياز الشارع لتفادي كل حادث مأساوي غير مرغوب فيه، قد لا يتعلق فقط بالأضرار الجسدية التي قد تصيب ضحايا الحوادث، وإنما لتفادي عرقلة سير عربات الترامواي وبالتالي التسبب في تعطيل مصالح ركابها كذلك، خاصة وأن وسيلة النقل هاته قد عرفت إقبالا كبيرا منذ الشروع في العمل بالخطين الأول والثاني، في مدينة الدارالبيضاء، إذ قرّبت المسافات ومكّنت من التقليص من حدة الاختناق المروري ومن استعمال عدد أكبر من السيارات.
وتأتي هذه الحملة التحسيسية استمرارا لحملة سابقة قامت بها الجمعية، حيث اعتبر زكي، بأن العملية متواصلة بهدف استهداف أكبر عدد ممكن من المواطنين، معتبرا أن هذه الخطوة الميدانية هي شكل من أشكال التواصل المتعددة المفتوحة، والتي يمكن أن تتعدد أشكالها وصورها ومصادرها، من أجل بلوغ هدف جماعي يتمثل في ضمان استمرار خدمة الترامواي في وجه المواطنين وتجنيبهم كل ضرر قد يترتب عن حوادث السير المرتبطة به.