من الرواسب

هذه القصيدة التقطتني من بئر الندب.
كُنت مجرد فكرة مجردة
لا تغني ولا تغري من كَتب.

ثم ألقمتني حلمات المعلقات
وأطعمتني من كل بيت
ما لذَّ من بديع، وتمرًا ورُطب.

هذه القصيدة جمعت أجزائي من أفواه النمل
يسرح بفتات خبز أمي وقهوة أمي،
ولمسات الكتب.

هذه القصيدة نسجت قميصي من خيوط القراءة
ثم زخرفته بدم كذب

على مِكَرٍّ مِفَرٍّ طاردت صُوَري في البادية
كأنهن الأراوي الصُّحم
فررن من لامية العرب.

هذه القصيدة أغوتني وشقت قميصي
وألهبت ظهري بآهات
وليال لسادات الطرب.

حينها لم يشهد النقاد لي
أن هذا الشاعر لا غبار عليه
لا جدال ولا فسوق ولا شغب.

هذه القصيدة أنضجتني على جمر الهوى
وعلى التفكر
وقدَّت قوافيَّ من صخرة الأدب.

هذه القصيدة ضبطت إيقاعي على رقصات الأطلس
وعلى خفقان اللهب.

وها أنا ذا من مجرد فكرة إلى قائم على الخزائن
فخذ من حنينك ملء قلبك من ذهب.


الكاتب : محمد العِماني

  

بتاريخ : 07/10/2022