تعرف الساحة السياسية المغربية مفارقة غريبة من طرف الحزب الأغلبي، فهذا الحزب عوض أن يدافع عن قراراته سواء في الحكومة أو تسيير الشأن المحلي، إذ يسير دفة أغلب المدن والجهات، نراه يختار دغدغة الرأي العام عبر التباكي والبحث عن مشجب لمداراة فشله في تأمين الصحة والتعليم والشغل للمغاربة، بل يمنحهم دمعا قانيا عبر خرجات من هنا وهناك تتخذ طابع التهديد والوعيد بالانسحاب والاستقالة، سواء من الشأن العام أو الشأن الحزبي في محاولة لدر الرماد في العيون وتغطية الفشل الذريع في كل الملفات الكبرى.
إن تدبير الشأن العام يتطلب حنكة ودراية وبرامج فعالة وشجاعة أيضا في تحمل المسؤولية وليس البحث عن مبررات.
إن الرياح التي أتت بحزب أغلبي هي نفسها قادرة على سحبه ويبقى احترام المواطنين واختياراتهم هو السبيل الوحيد لإعطاء المصداقية للعملية الانتخابية التي أساسها المواطن وعمودها الفقري هي القبول بالناجح وليس الركون إلى نصر عابر للعق بعض العسل اعتقده بعضهم إلى دوام .
الديمقراطية أولا وأخيرا هي القبول بالنتائج وتكريس المشروع الوطني في مغرب اختار إلى غير رجعة التعددية، وغير ذلك فهو نكوص إلى الوراء، وغير مسموح لأي حزب احتكار القرار الوطني تحت أية يافطة كانت، الديمقراطية هي مستقبلنا فدعوها تستقيم !