من طرف فريق بحثي مغربي مدعوم من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان :رصد تحول بيئي نادر في بحيرة إريقي بمنطقة درعة السفلى

تمكن فريق بحثي مغربي من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة بدعم من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان بزاكورة بداية هذه السنة من نشر مقال علمي مميز يرصد التحولات البيئية النادرة التي شهدتها بحيرة إريقي التي تبعد أزيد من 160 كيلومتر جنوب زاكورة بعد أكثر من نصف قرن من الجفاف. وأبرز الخبراء امتلاء البحيرة بمياه الأمطار نتيجة عاصفتين نادرتين، مما أدى إلى ظهورها مجددا كواحدة من أكبر المسطحات المائية في المنطقة. و قد توسعت مساحة البحيرة إلى 146 كيلومترا مربعا، ما أعاد الحياة إلى هذا النظام البيئي الفريد.
هذا المشروع البحثي هو ثمرة جهود مشتركة بين باحثين من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة وجامعة مولاي إسماعيل، بدعم من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان. وقد عمل هؤلاء الباحثون بتفان لتحليل الظاهرة البيئية النادرة، مستخدمين تقنيات متطورة لتحقيق نتائج ملموسة. و قد كشف الباحثون عودة الطيور المهاجرة، لتتخذ من بحيرة إريقي محطة استراحة حيوية في رحلاتها بين أوروبا وإفريقيا، كما لوحظ ظهور قشريات نادرة ونمو نباتات على أطراف البحيرة، مما يعكس قدرة البيئة على التعافي عند توفر الظروف المناسبة.
واعتمد فريق البحث على صور الأقمار الصناعية مثل Landsat وSentinel-2، إلى جانب مؤشر الفرق المائي الطبيعي (NDWI)، لمتابعة توسع المياه بدقة وتوثيق التغيرات الزمنية التي شهدتها البحيرة. وأظهرت التحليلات أن عودة المياه ليست مجرد حدث عابر، بل فرصة لدراسة الديناميات البيئية في المناطق الصحراوية إذ تشكل البحيرة نظاما بيئيا فريداً قد يوفر نموذجا لفهم استعادة الأنظمة البيئية الأخرى حول العالم.
ولم تمر عودة الحياة إلى البحيرة دون اهتمام إنساني، حيث أصبحت وجهة سياحية جديدة للزوار والمصورين الذين استقطبهم جمال المشهد الفريد الذي يجمع بين المسطحات المائية والكثبان الرملية. ومع ذلك، أثارت هذه الزيادة في الأنشطة البشرية مخاوف بشأن التأثيرات البيئية على النظام البيئي الهش. ويؤكد الخبراء على أهمية وضع سياسات سياحية مستدامة لحماية البحيرة، إلى جانب تنفيذ استراتيجيات طويلة الأمد لإدارة المياه والحفاظ على التوازن البيئي.
قصة بحيرة إريقي تظل شاهدا على قدرة الطبيعة على التجدد، ورسالة للعالم حول أهمية العمل المشترك بين العلم والسياسة والمجتمعات للحفاظ على مثل هذه الأنظمة البيئية النادرة.


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 20/01/2025