منتزه دار بوعزة .. جمالية المكان وقبح السلوكات

 

اكتسب منتزه دار بوعزة الذي تنطلق خطواته من أمام «المريسة»، حيث يصطف باع السمك قبالة الممر المؤدي إلى الشاطئ والمقاهي التي تطلّ من جنباته، حلّة جديدة تتميز برونق جمالي، تمكّنت الأيادي والسواعد التي اشتغلت على تهيئته من أن تمنح لساكنة المنطقة والجماعة خاصة، ولزوار المنطقة عامة، فضاء بمواصفات مميزة يليق بالتنزه والبحث عن لحظات من السكينة، ويتيح ممارسة الرياضة والمشي، ويزاوج ما بين خضرة الطبيعة وبهاء البحر.
منتزه ظلت رقعته الجغرافية «مخفية» لسنوات، ومستغلة بشكل جزئي، إلى أن تقرر تهيئته وفتحه في وجه الجميع دون استثناء، فحضرت فيه كل مقوّمات الجمال الطبيعي، حيث يحتضن ممشى خاص، وكراسي للجلوس، تقي مستعمليها واقيات من حرارة الشمس، وعلى بعد خطوات توجد ألعاب للأطفال وأخرى للرياضة، وحديقة وملاعب، لتشكل كل هذه العوامل فيما بينها تكاملا وانسجاما يغري الزائر بقضاء أكبر وقت بين ثنايا هذا الفضاء.
لكن جمالية المكان هاته، تقابلها وبكل أسف بعض الممارسات القبيحة والشائنة، التي تخدش وتسيء، والتي من شأن التساهل معها أن يتحول الفضاء إلى مكان تعمّه القتامة، والتي تتوزع ما بين استعمال الدراجات النارية على امتداد فضاء المشي بشكل يخالف كل التعليمات والإرشادات التي تتضمنها اليافطات التي تم وضعها في المكان، ونفس الأمر بالنسبة لرمي الأزبال على العشب الأخضر عوض وضعها في الصناديق المخصصة لهذه الغاية، والمتواجدة بكثرة، إضافة إلى بعض الممارسات غير الأخلاقية من طرف البعض، التي يشجع على اتساع رقعتها استمرار إغلاق المرافق المخصصة لعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، الذين من شأن حضورهم بالمكان، إعادة الأمور إلى نصابها وفرض احترام الفضاء والممتلكات العامة، الذي يجب أن يكون هو السلوك القويم الذاتي والتلقائي دون ان تكون هناك حاجة لأي تأطير «خارجي»؟


الكاتب : مبارك وحيد

  

بتاريخ : 10/12/2024