منطقة أولاد احريز الغربية: خيام تذكرنا بالعهود الغابرة على مرأى من السلطات، خارج الزمن الحاضر

بنقطة الالتقاء بين جماعات حد السوالم والسوالم الطريفية والطريق المؤدي إلى جماعة سيدي رحال الشاطئ نصبت الخيمة المتواجدة ( بالكلم 36 ) عين الجمل تراب جماعة الساحل اولاد احريز/ قيادة اولاد احريز الغربية، مشكلة بذلك نقطة مثيرة للقلق والتساؤل نظرا لطبيعتها.
فهي نموذج لخيام رثة ممزقة إلى جانبها عربات وصناديق عبارة عن أكواخ مهجورة تخالها بقايا حروب ، منها التي نصبت في مواقع استراتيجية حساسة ( موقع مرور المسؤولين )، وذلك لبيع المؤكولات والسجائر بالتقسيط إلى بيع البنزين في قارورات ولعب أوراق القمار … إلخ، أخطر من ذلك الربط بالتيار الكهربائي في غفلة عن مسؤولي المكتب الوطني للكهرباء، مشكلة بذلك خطورة واقعية..
وما يستغرب له حقا أن باشا حد السوالم ” رئيس دائرة برشيد بالنيابة ” يمر بشكل يومي من هناك وعلى بعد أمتار معدودات من هذه الخيمة في اتجاه شاطئ سيدي رحال الشاطئ …منظر يذكرنا بالزمن القديم حيث كان الحاكم يدبر شؤون القبيلة داخل خيمة تقليدية والدواب والخيول معدة للتنقل والمراسلات كما الخيمة المبنية داخل الحائط الوقائي لسكن الباشا الإداري بمدينة حد السوالم.
والحال أنه لا يماري أحد في أن منطقة أولاد احريز الغربية منطقة واعدة بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي لقربها من القطب الاقتصادي الوطني الذي ساهم في الدينامية الحضرية وبمؤهلاتها الاقتصادية والبشرية المهمة رغم الأزمات والظروف العصيبة التي عرفتها البلاد، والتي ساهمت في النزوح القروي إلى المدن المجاورة، رغم ذلك تبقى المنطقة رائدة وواعدة بحكم توفرها على شبكة طرقية مهمة كالطريق الوطنية رقم ( 1) طنجة لكويرة والطريق السيار ” البيضاء – الجديدة ” والسكة الحديدية ” البيضاء – الجرف الأصفر ” وقربها من المطار الدولي محمد الخامس بالإضافة إلى إطلالها على شريط ساحلي وسياحي مع توفرها على منطقة صناعية من كبريات المناطق الصناعية إلى جانب معمل الإسمنت المتواجد بتراب جماعة الساحل اولاد احريز وكذا تواجدها بجهة من أهم وأكبر جهات المملكة ” جهة الدار البيضاء – سطات “.
كل هذه العوامل وأخرى جعلت من المنطقة وتحديدا حد السوالم قبلة ووجهة مفضلة للمستثمرين والمنعشين العقاريين فأحدثت تجزئات نموذجية وبنايات ذات هندسة وجمالية معمارية، كما تمت تغطية الأراضي التي لم يشملها تصميم التهيئة العمرانية، والتي صادقت على مشروعه المجالس الجماعية الأربعة في المنطقة .
كل هذه المعطيات تسر المستمع أما الناظر أو الزائر فله رأي آخر وملاحظات تصب في اتجاه مغاير خاصة بعض رجال السلطة الذين تمت ملامسة تصرفاتهم، عن قرب، بحيث رفضوا مسايرة منظومة العصر الجديد غير مبالين بالتحولات .
إن تقدم الدول أصبح يقاس بالمباني والهندسة المعمارية وجمالية المباني لا بتشييد خيمة عشوائية بالمدخل الرئيسي لجماعة الساحل اولاد احريز وجماعة حد السوالم بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 1 وأخرى بملحقة إدارية داخل الحائط الوقائي للسكن الإداري لباشا حد السوالم، وبهذا الخصوص تطالب كل الفعاليات بالمنطقة الاستيقاظ من هذا السبات العميق الذي ذاع صيته وبات حديث الساعة ….
ونحن نهمس لباشا حد السوالم أن العالم أصبح قرية صغيرة ” يعني أن المسافة الجغرافية لم تعد عنوانا على المسافة المعرفية والثقافية فبإمكان سائح أجنبي في سفره عبر الطريق الوطنية رقم 1 أن يلتقط صورا أو فيديو للخيمة السالفة الذكر ومابين رمشة عين وانتباهتها تصل نيويورك ” أمريكا ” أو الساحة الحمراء “روسيا ” …إلخ قبل وصوله إلى الجديدة أو الدار البيضاء.
فهل يرضى هذا المسؤول والساكنة معا أن يحصل هذا التصرف !!!!؟


الكاتب : السوالم / محمد فكار

  

بتاريخ : 17/11/2021