مهداة دورته إلى روح الصوفي المغربي الراحل عبد الله الوزاني
يعود مهرجان الثقافة الصوفية لمعانقة جمهوره الوطني والدولي حضوريا بعد توقفه لمدة سنتين نتيجة كوفيد 19، وستنطلق فعالياته يوم 22 أكتوبر إالى 29 منه تحت شعار «الوجد والمعرفة».
وحول الدورة 15 لمهرجان الثقافة الصوفية وأنشطته كان للجريدة لقاء مع مبدع المهرجان ومديره د فوزي الصقلي، حيث حملنا إليه مجموعة من الأسئلة في طليعتها ما مضمون شعار المهرجان؟ وما نوعية الجمهور الذي سيواكب فعاليات المهرجان خاصة بعد نجاح الندوة الصحافية التي أقامها في باريس بدار المغرب والتي تتبع أطوارها 200 صحافي وواكبها ممثل السفارة المغربية وعدد من السفراء الأجانب وفنانون ومحاضرون وممثلو المكتب الوطني للسياحة بباريس..، فأجاب مؤكدا بداية أن هذه الدورة مهداة لروح الفقيد الصوفي د مولاي عبد لله الوزاني، مشيرا إلى سؤال كبير فرض نفسه في العصر الحالي حول مآل الجانب العلمي الذي يترك لمفرده بدون وازع أخلاقي أو توجهات روحية، مبرزا أن هاته الإشكالية كانت موجودة عبر العصور وفي الحضارة الإسلامية من خلال الحوارات التي جرت مثلا بين الإمام الغزالي وابن رشد، وهذا الأخير وابن عربي ، أما الاعتماد العلمي المحض قد يقودنا إلى ما يسمى إلى ما وراء الإنسانية، أي وجود إنسانية في النهاية بدون روح، وهو ما يسمى بالذكاء الاصطناعي .
وحول تأثير الموسيقى الصوفية في الأذواق بعد أن طغت التفاهة على الجمالية والفن الحقيقي بمختلف تجلياته؟
أضاف د فوزي قائلا.. «لقد لاحظنا في السنين الأخيرة أن فكرة التصور الذي تحمله فكرة الثقافة الصوفية أخذ يفهم بشكل أعمق في كل سنة ويزداد إشعاعا ليس فقط بالنسبة للمسلمين أو المتصوفة، بل إنه أخذ ينتشر على نطاق واسع وكوني، كما أنه أخذ باهتمام شرائح واسعة من المفكرين في أبعاده الفكرية والفنية..»
ويضيف المتحدث… أن الثقافات الروحية كلها تعتمد بشكل خاص على التعابير الفنية والشعرية والأدبية لإيصال مفاهيم روحية ووجدانية للمتلقي، لأن لغة الفن تصل مباشرة إلى الوجدان وتحرك الإنسان في عمقه، وانطلاقا من هذا المفهوم، فإن مهرجان الثقافة الصوفية يعتمد دائما على تكامل البعد الفني والموسيقي والشعري إلى جانب المناظرات والعروض الأكاديمية، وكما لاحظت- يقول – في ندوة باريس، فإن الناس اكتشفوا أن الأمر في مهرجان الثقافة الصوفية يتعلق بمقاربة حية وفكر متجدد، ذلك أن الثقافة الصوفية هي ثقافة حية وقادرة على خلق طاقة إبداعية في أوساط شرائح مجتمعية مختلفة، فمهرجان الثقافة الصوفية الذي نتحدث عنه لا يتعلق بموعد موسمي فني احتفالي فقط، بل يمتد طيلة السنة من خلال أوراش بيداغوجية عبر لقاءات ودروس مختلفة انطلاقا من منصة رقمية.»
وحول مميزات السهرة الافتتاحية التي ستقام بحديقة جنان السبيل الأندلسية؟
أكد الدكتور فوزي الصقلي أن العادة جرت عند انطلاق كل دورة، أن المهرجان ينفتح على الثقافة الصوفية العالمية، ويختتم بسهرة موسيقية صوفية مغربية، وقد اخترنا في سهرتنا الافتتاحية لهذه السنة أن نسافر عبر رحلة روحية صوفية، سيقف الساهرون خلالها على الثقافة الصوفية الماغولية في الهند الشمالية، والتي كانت قائمة في القرن السادس الميلادي، حيث عاشت امبراطورية إسلامية كبرى هناك، ذلك أن تلك الثقافة في تلك المنطقة تميزت بنوع من المزج بين الثقافة الإسلامية والثقافة الهندوسية، وهذا العمل مستلهم من حياة الامبراطورات المتعاقبة، وقد وقع اختيارنا على الامبراطور درة شيكو الذي ألف كتابا في مضمار الصوفية تحت عنوان مجمع البحرين.