أسدل الستار يوم الأربعاء 12ا كتوبرعلى فعاليات الدورة ال11 من المهرجان المغاربي للفيلم، التي نظمتها جمعية “سيني مغرب تحت شعار “الصورة والخيال في السينما”، بعد أن شهدت مدينة وجدة خمسة أيام من الانشطة المتنوعة.
وقد تضمنت أنشطة المهرجان، الذي يسعى، حسب المنظمين، إلى تنشيط الساحة الفنية المغاربية وتقوية الروابط بين الشعوب والثقافات ودمقرطة الولوج إلى السينما والفن فضلاً عن العمل على تطوير الصناعة السينمائية والاحتفاء بها، مسابقتين رسميتين
الأولى خاصة بالأفلام الطويلة والثانية خاصة بالأفلام السينمائية القصيرة، وكذا عرفت الأنشطة تنظيم ورشات فنية و تقنية وندوات ولقاءات فكرية، إلى جانب تكريمات لأسماء فنية عربية ومغربية، أبرزهم المخرج والممثل المغربي حميد الزوغي، وشاعر الهايكو المغربي سامح درويش، احتفاء بمسارهم الفني والثقافي.
وتميزت السهرة الختامية ليوم ال12 أكتوبربإلقاء كلمة تقديمية خص بها بوشعيب بن يونس الشخصية المكرمة، سامح درويش، و أكد بأن جمعية سيني مغرب «آثرت أن تكرم سامح درويش لاعتبارات موضوعية وذاتية كثيرة، باعتباره ذي أوجه فكرية و جمالية متعددة، مثقف يقف في وسط منطقة التقاطع، والتلاقح والتفاعل بين مجموعة من المجالات الإبداعية، فهو السارد الذي كتب القصة والرواية بشكل إبداعي متميز، والشاعر الذي كتب الشعر المعاصر و أبدع فيه، وانتقل إلى ضفاف العالمية فكان رائد الهايكو المغربي ورئيس نادي هايكو موروكو وهو عضو جمعيته العالمية و أيضا هو رجل المسرح الذي اشتغل بالمسرح وأطر الكثير من فعالياتهـ والباحث الأكاديمي الذي يحمل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في الأدب العربي الحديث والمعاصر، تخصص الأدب المغاربي، والمدير الثقافي الذي يترأس مجموعة من الجمعيات الثقافية والفنية والتنموية، ويحظى بعضوية مهمة في غيرها، وهو صاحب «المركب الأدبي» الذي يعتبر من أكبر التظاهرات الثقافية في الجهة التي أشرعت الفعل الثقافي على إمكانيات لا حدود لها من الإنفتاح، وهو المستشار العلمي للمعرض المغاربي للكتاب، والفاعل التنموي الجهوي الذي يشتغل بشراسة في المجال».
و في هذا الإطار صرح سامح درويش، لمنبرنا، بأن تكريمه هو التفاتة إلى مسار إبداعي متواضع و هو أيضا تعبير عن انفتاح إدارة المهرجان على أسماء خارج الحقل السينمائي، والتوجه إلى مجالات الشعر والكتابة، وبالتالي فهو يعتبره تكريما لجميع المبدعين بجهة الشرق. فضلا عن هذا، فأهمية التكريم بالنسبة له تكمن في كونه بمدينته وجدة التي يحبها.
وحول المهرجان، قال سامح درويش، بأنه أصبح يمثل بعض العناوين المضيئة الكبرى لجهة الشرق وأصبح انعكاسا للإهتمام بهاته المنطقة وتعبيرا عن ذلك الأمل الشعبي المغاربي في تقارب الشعوب المغاربية، وموعدا ثقافيا بالنسبة للجمهور المتواجد بشرق المغرب، و أيضا هو رسالة موجهة للمسؤولين بشكل عام من أجل اتخاذ الثقافة مشروعا ثقافيا مهيكلا، لانه لا يمكن أن نتحدث في أي مشروع تنموي بدون مضمون ثقافي حقيقي و أنه آن الأوان للإهتمام الفعلي بحقول الإبداع والثقافة والكف عن اتخاذها كشعارات.
من جهته صرح مدير المهرجان السيد خالد سلي، لجريدتنا، بأنه بعد توقف حضوري ولمدة سنتين للمهرجان وتنظيمه افتراضيا، فإن المهرجان عرف صدى كبير وتوسع على جمهورمن خارج الدول المغاربية و أصبح يتوفر على أصدقاء افتراضيين .
واعتبر مدير المهرجان، بأن الدورة حققت ما كان ينتظر منها، وربما أكثر، إذ لاحظ بأن الجمهور كان متعطشا للفن وللسينما وللنقاش، ومتنوعا، إذ أتى من دول مغاربية وعربية ومن أوربا، وبالتالي فالمهرجان بدأ يتوسع، على حد تعبيره، خاصة منذ الدورة الرابعة التي حصل فيها على شرف رعاية جلالة الملك محمد السادس، وكانت تلك الرعاية هي الإنطلاقة الحقيقية التي أعطته جرعة الأكسيجين ليستمر قدما. و استرسل خالد سلي موضحا، بأن مهمة إدارة المهرجان أصبحت حاليا جد مهمة و تحمل الإحساس بالتزام أكثر لكي يكون اللقاء بمستوى هذا التشريف، كما تأخذ بعين الإعتبار دورها السياسي المتمثل في تمثيل المغرب أحسن تمثيل وتدويب الجليد ما بين الشعوب، والذي انضاف إلى دوره الذي انطلق منه الذي يكمن في إشاعة السينما ودعم الثقافة والفن. وأضاف سلي بأن مدينة وجدة لها تاريخ مما يجعل التيمة المغاربية، هي تيمة شرعية بالنسبة لها، زد عليها كونها تتوفر حاليا على بنى تحتية مشرفة جدا، بحيث لا يجد المنظمون أدنى مشكلة في الحصول على قاعات للعرض المتوزعة على أماكن متعددة من مدينة وجدة، كما أن هناك مسرح جميل يتسع لأكثر من 12000 شخص. كل هاته المعطيات ، يردف خالد سلي، مفسرا، تجعل إدارة المهرجان مقتنعة بأن هذا الأخير ستكون له استمرارية، وسيلعب دورا كبيرا مستقبلا خاصة وأنه يستقطب حضورا إلى مدينة وجدة ويعرفه بثقافة هذه المدينة.
و حول التكريمات التي تضمنها برنامج فعاليات الدورة ال11 من مهرجان الأفلام المغاربية، قال خالد سلي بأنه يتواجد للشخصيات المكرمة رصيد فني وازن، فالأستاذ حميد الزوغي من بين مؤسسي مجموعة ناس الغيوان ومجموعة جيل جيلالة و هو مخرج ومنتج وممثل كبير، لكنه، للأسف، لم يأخذ حقه بعد من الإعتراف، وكانت أول مرة يكرم فيها. و الممثلة الجزائرية مليكة بلباي هي ممثلة معروفة وهي من أحسن الممثلين على الصعيد المغاربي، نفس الشأن بالنسبة للسيناريست المصري الكبير مدحت العدل وللشاعر المحلي سامح درويش الشخصية المعروفة التي يكنون لها كامل التقدير.
و للإشارة فخالد سلي، مدير المهرجان المغاربي للفيلم، هو رجل تعليم سابق ، سبق و ترأس مكتب الأنشطة بأكاديمية وجدة و رئيسا لمركز التوثيق التربوي ، ويعتبر لصيقا بالأنشطة التي تقام على مستوى جهة الشرق، يمتلك شركة مختصة في تصوير الأفلام الوثائقية والأفلام الترويجية، كما أنه مخرج في ربيرتواره السينمائي عدة أفلام قصيرة شارك بها في مهرجانات عديدة، فضلا عن كونه يستعد حاليا لإخراج فيلم طويل.
مهرجان الأفلام المغاربية يكرم أسماء ثقافية وفنية خلال دورته الـ 11
الكاتب : سهام القرشاوي
بتاريخ : 24/10/2022