انعقد يوم الثلاثاء 30 أبريل 2024 بدار الثقافة لقاء ثان مخصص لتقديم كتابين وهما: «شذرات من مشاهد…» للمخرج المغربي سعد الشرايبي و«نظرة ما عن السينما» للمخرج والكاتب المغربي إدريس شويكة.
في البداية، توقف الناقد السينمائي عبد العلي معزوز، في تقديمه الكتاب الأول «شذرات من مشاهد» عند بنية هذا المؤلف ذي الحمولة السيرذاتية الواضحة، مبينا أنه إضافة نوعية تأتي لإغناء الأرشيف السينمائي المغربي. ويرى هذا الناقد أن سعد الشرايبي يستعيد بعض اللحظات المفصلية من حياته الشخصية (الطفولة والمراهقة وسن الرشد)، مبرزا تقاطعاتها مع تطورات المجتمع المغربي وتحولاته الكبرى، في تكامل بين الشخصي والعام، في المجالين السياسي والفكري والمجتمعي بمختلف جوانبه. ولاحظ الناقد أن العديد من الموضوعات تتكرر هنا وهناك ضمن هذه الرحلة الاستكشافية التي يعرضها الكتاب المذكور، وذلك ضمن تلك المراوحة بين ما هو أوتوبيوغرافي وبين المذكرات اليومية الحميمة، نذكر من بينها صورة الأب والتمرد ضده والدفاع عن حقوق النساء والتنديد بوضعيتهن الدونية في مواجهة الفكر الذكوري والعقلية الأبوية. ويخلص عبد العلي المعزوزي إلى أن سعد الشرايبي نموذج «المشاهد الملتزم» الذي تحول إلى سينمائي بفضل عشق السينما ومحبتها، السينيفيليا، وتحديدا الشغف بالصورة. وهناك أيضا، حسب الناقد، موضوع آخر يتطرق إليه الكتاب، ويتمثل في مسألة الرقابة التي تتخذ أشكالا عديدة وأقنعة شتى.
وقد كان سعد الشرايبي ضحية مقصها وإملاءاتها خلال مساره الفني السينمائي الغني. ويبقى كتاب سعد الشرايبي، مستحضَرا هنا في تعدد مواقعه، ككاتب وسارد وشاهد على عصره، مرجعا لا غنى عنه لكل الذين يهتمون بالسينما المغربية، ولن يفوتهم تبين التداخل الموجود في الكتاب بين ما هو شخصي وسياسي وجماعي.
وقد عبر المخرج سعد الشرايبي عن سعادته العارمة لكون كتابه يحظى بالتقديم لأول مرة في مهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط. وبعيدا عن أي نرجسية وتمحل، يرى المخرج المغربي الشرايبي أن كتابه يستهدف حفظ الذاكرة وتبليغ ونقل شذرات من التاريخ الشخصي والجماعي. وهو يعد نفسه «ملاحظا اجتماعيا» يتأمل الأحداث التي تؤثر في التغيرات التي يعرفها المجتمع المغربي، منذ سنوات السبعينات من القرن المنصرم وحتى يوما هذا.
و يرى الناقد والجامعي إدريس الجعيدي، في تقديمه كتاب إدريس شويكة، أن إقبال السينمائيين على الكتابة واختيار اللفظ إلى جانب الصورة، مسألة صحية وإيجابية. فكتاب شويكة هو أيضا محاولة لحفظ الذاكرة وتلافي النسيان، وفي الوقت نفسه هو نوع من الثأر يمارسه المكتوب نكاية في الرقمي.
الكتاب الغني بأبعاده الإنسانية الرحبة، مكون من عشرات المقالات حول الأفلام والمخرجين والممثلين والتيارات السينمائية والمهرجانات المختلفة. بيد أن قطب الرحى في الكتاب يتمثل في الجزء المخصص للأفلام الكبرى الموقعة من مخرجين من مختلف البلدان والجنسيات، ممن أثروا في ذائقة الكاتب وحساسيته الفنية.
وقد اعترف إدريس شويكة بالدور الكبير الذي لعبته الأندية السينمائية في توليد شغف السينما وبث محبتها في نفسه، مؤكدا أن الكتاب هو بالفعل اشتغال على الذاكرة ومن أجلها. وهو عمل يضم مقالات نشرها في فترات مختلفة ضمن زاوية «السينما، حبي الكبير».
و تواصل هذا اللقاء بعرض كتاب حول السينما المغربية من التراكم إلى الحساسية الجمالية و كتاب حول تمثيلات المغربيات على الشاشة ،كما عرف يوم الخميس 2ماي الجاري تنظيم مائدة مستديرة في موضوع إيريك رومر : اختيار ؟ و الذي عرف مشاركة كريسطوف كلافير و مهدي بنعلال ،و كمال بن وناس ،وةليلى الشرادي .
الجمعة 3 ماي كان أخر يوم لعرض ما تبقى من الأفلام المدرجة ضمن المسابقة الرسمية الأمر يتعلق بفيلم فاروق لأسلي أوزكي (تركيا ) .و فيلم فتى الملهى لجاكومو أبروسيسي ( إيطاليا ،بلجيكا ،بولونيا ) .
و استمرارا لأنشطة السابقة نظم مهرجان تطوان خلال دورته 29 ورشات تطوان لدعم السيناريوهات قيد التطوير من أفلام طويلة و أفلام وثائقية طويلة ،حيث توزعت هذه الورشات على مجموعة من اللحظات ،ابتدأت بانتقاء مشاريع قيد التطوير ،مرورا بلقاءات مهنية خلال أيام صناعة تطوان و انتهاء بتقديم هذه الأعمال أمام لجنة تحكيم من المهنيين على المستوى الدولي التي ضمت في عضويتها بهاء طرابلسي ،كاملة أبو ذكرى ،أنطونيو بيزوتو ،كرستوف طوك .