احتفى مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية في دورته الـ25 بالمخرج السينغالي، منصور صورا واد، الذي استعاد في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء مدى تعلقه بالمهرجان، والتكريم الذي حظي به، فضلا عن الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب في تطوير السينما بالقارة الإفريقية.
حظيتم بتكريم خلال حفل افتتاح هذه الدورة، ما المكانة التي يحتلها هذا المهرجان في مسيرتكم كمخرج سينمائي؟
أعتبر خريبكة بمثابة مدينتي، لأنني أزورها منذ بداياتي كمخرج شاب. تعود مشاركتي الأولى إلى بداية سنة 1990، ومنذ ذلك الحين وأنا أعود إليها بانتظام. وتبقى المشاركة في هذا المهرجان، في كل مرة، شرفا حقيقيا بالنسبة لي.
تلقي تكريم هذه السنة هو شرف إضافي وفخر كبير بالنسبة لي. فهذا التكريم، وإن وجه لشخصي، فهو في الحقيقة تكريم لكل السينما السنغالية. وهذا وحده يحمل دلالة عميقة بالنسبة لي.
لقد وجد مهرجان خريبكة مكانته الكاملة ضمن كبريات المهرجانات السينمائية الإفريقية. وهو اليوم يحظى باعتراف دولي. إنه إحدى واجهاتنا الرئيسية، وفضاء أساسي يتيح لنا تقديم صورنا للعالم. وأعتبر ذلك أمرا بالغ الأهمية.
كثيرا ما يستشهد بالمغرب كنموذج في سياساته السينمائية، ما رأيكم في ذلك؟
أعتقد أن المغرب اليوم فاعل لا محيد عنه في عالم السينما، ليس فقط على المستوى الإفريقي، بل أيضا على المستوى العالمي. فهو بلد نجح، منذ البداية، في نقل ثقافة سينمائية حقيقية إلى شعبه. وقد لعبت النوادي السينمائية، على وجه الخصوص، دورا حاسما في نشر هذه الثقافة السينمائية.
المغرب بلد يستثمر بجدية في سينماه، سواء من خلال تطويرها أو تمويلها. وما يلفت الانتباه هو أن هذا التمويل يتم بشكل مبكر، أي قبل أن يبدأ المخرجون حتى في البحث عن دعم خارجي.
علاوة على أن العديد من الأفلام المغربية تم إنتاجها بالكامل بتمويل محلي، وهذا أمر أراه في غاية الأهمية.
كيف يساهم المغرب، خارج حدوده، في تعزيز مكانة السينما الإفريقية؟
في الواقع، المغرب لا يقتصر على دعم سينماه فقط، بل يدعم أيضا إنتاجات أخرى.
هناك تعاون حقيقي، لا سيما مع السنغال. لقد استفدت شخصيا من إنتاجين مشتركين بفضل اتفاقيات بين بلدينا. وهذا يدل على التزام المغرب بالمساهمة في الدفع بدينامية السينما الإفريقية.
كما أن المغرب لعب دورا رئيسيا في الحفاظ على الذاكرة السينمائية الإفريقية. فقد قام بترميم عدة أفلام قديمة ووفر وسائل لحفظها وصيانتها. وهذا يعد تقدما حقيقيا.
إن هذا التعاون مع دول القارة الأخرى ذو قيمة كبيرة، وباعتقادي، فهو أمر ضروري للغاية.