موسم «زهرية مراكش» يطفئ شمعته الـ11

تحتضن المدينة الحمراء، إلى غاية 21 مارس الجاري، الدورة الحادية عشرة لموسم “زهرية مراكش”، وهي تظاهرة ثقافية ذات بعد رمزي كبير، تكرس هذه الحاضرة ك”عاصمة لتقطير ماء الزهر بالمغرب الكبير”.
وذكر بلاغ للمنظمين أن تظاهرة “زهرية مراكش”، التي تنظمها جمعية (منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته)، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمجلس الجماعي لمدينة مراكش، ومجلس جهة مراكش – آسفي، والعديد من الجمعيات والمراكز الثقافية والمؤسسات التعليمية، تروم الحفاظ على هذا التقليد العريق، وتمكين الجمهور من اكتشاف تقنيات تقطير زهر النارنج.
وبحسب المصدر ذاته، فقد “سجلت زهرية مراكش، منذ شهر يوليوز 2022، لدى منظمة الإيسيسكو كتراث ثقافي للعالم الإسلامي”، مبرزا أن جمعية (منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته)، التي تنظم كل سنة “زهرية مراكش”، بهدف ضمان استدامتها والحيلولة دون انقراضها، ما فتئت تعمل على إدراج هذا التقليد على قائمة التراث الثقافي اللامادي الوطني.
وسطر منظمو الدورة الـ11 برنامجا غنيا ومتنوعا، يمتد على مدى 10 أيام، على أن يختتم مع قدوم فصل الربيع (21 مارس)، يتضمن تنظيم دورة تكوينية لفائدة المتعلمين والمتعلمات حول كيفيات تقطير ماء الزهر، وذلك بمقر جمعية منية مراكش، وكذا مراسم تقطير ماء الزهر في العديد من الفضاءات والمراكز الثقافية بالمدينة الحمراء.
كما يشمل توقيع كتاب “نساء مراكش، تقاليد مدنية وفنون عيش”، لمؤلفته فوزية الكنسوسي، مع تقديم الترجمة الفرنسية لهذا الكتاب، ومحاضرات حول “حوار العود والطيور”، و”الطبوع الموسيقية والعطور من خلال رسالة إخوان الصفا”، و”من صلب تراث المخطوطات المغربية : نظرات في عمل الخطاط المغربي الشيخ محمد بن القاسم القندوسي”، بالإضافة إلى عروض في ألوان موسيقية عريقة، مثل الملحون والدقة المراكشية.
وأشار المصدر، إلى أن “تقطير الزهر، عبارة عن مجموع مراسم تقطير ماء الزهر احتفالا بقدوم فصل الربيع، في الأوساط الأسرية لأهل مراكش، وهي طقوس حضارية نسوية بالأصالة قديمة العهد ضاربة في التاريخ الحضري للمدينة، تتعهدها ربة البيت وتلقنها لبنتها، بعدما أخذتها عن الجدة”.
و”تقبل نساء مراكش على عملية التقطير، سواء في المنازل أو في التعاونيات أو بمبادرة من الجمعيات التراثية أو في الهيئات الثقافية المتحفية أو ذات الصلة بالصناعات الثقافية، إبان ظهور زهر النارنج في شهر مارس على الأشجار. وقد يدوم حضور الزهر في المدينة لمدة أربعة أسابيع تقريبا أو يزيد، ويظهر في أوجه مع حلول فصل الربيع يوم 21 مارس، ويتم اقتناء زهر النارنج (الزنبوع) عادة من سوق العطارين بعد أن يقطفها الغراسون من البساتين”.
و”يهتم، اليوم، بهذا العنصر، إضافة إلى الوسط النسوي، الذي تعاهده وتحافظ عليه منذ قرون، أوساط حديثة من جامعيين وخبراء وباحثين وصيادلة وعطوريين وتجار وغيرهم”.
يذكر أن جمعية (منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته)، التي تأسست في العام 2006، تسعى، على الخصوص، إلى التعريف بتراث المدينة العتيقة، في تمظهراته المعمارية والموسيقية والروحية، وكذا إلى الحفاظ عليه وإحيائه


بتاريخ : 18/03/2023