الجهة المنظمة تعمل على تسجيله كـ «تراث لا مادي» لدى اليونسكو
منذ أزيد من عشر سنوات، ظلت جماعة مولاي عبد لله تتحمل عبأ تنظيم موسم الولي الصالح محمد أبو عبد لله أمغار المعروف وطنيا بمولاي عبد لله أمغار قبل أن تتسلمه إحدى الشركات، بعد أن بدأ يكبر على الجماعة، وعلى العمالة، وأصبح ينعقد تحث الرعاية السامية للملك، والتي تتطلب توفر العديد من الخائص والميزات من أجل منحها.
ولأجل توضيح الرؤى، عقدت اللجنة المنظمة لموسم الولي الصالح ندوة صحافية قدمت فيها العديد من الملفات التي تهم موسم 2022 ، حيث أكدت اللجنة على أن فضاء الموسم تمت تغطيته بالكامل بالإنارة العمومية، مع تقوية الشبكة الكهربائية، وربط الموسم بالماء الشروب، وتهيئة وصيانة مسجد وضريح الولي الصالح وهو ماوقفت عليه جريدة الاتحاد الاشتراكي اثناء زيارتها للموسم حيث فضاء الموسم مضاء بالكامل ومزود بكاميرات المراقبة للحد من السرقات والوقوف على كل كبيرة وصغيرة أثناء انعقاده.
الدكتور مولاي المهدي الفاطمي، رئيس جماعة مولاي عبد لله امغار ورئيس اللجنة التنظيمية للموسم أفاد في تصريحه للاتحاد أن الموسم انطلق فعليا قبل أكثر من شهرين مباشرة بعد تلقي تطمينات حول إقامة الموسم الذي غيبته جائحة كورونا واليوم نصل الى المراحل الأخيرة، حيث تم استقبال الخيول وإحصائها، وتم تقسيمها على المحركين إلى سربات، مع وضع الضوابط اللازمة لذلك، حيث يسهر طاقم مكون من الشركة المنظمة إضافة الى أطر وعمال الجماعة والشركات الداعمة من أجل مرور التظاهرة في ظروف جيدة. وأضاف انه تم توفير العلف من الشعير للخيول مع تغطية صحية بيطرية شاملة من طرف فريق بيطري يشتغل على مدار الساعة، مؤكدا أن كل الاحتياطات قد تم اتخادها سواء المتعلقة بامن وسلامة المرتفقين أو الامور المتعلقة بصحة الزوار، فيما يخص مراقبة المأكولات.
مهدي الفاطمي يطمح لتسجيل الموسم لدى اليونسكو كتراث عالمي لا مادي..
يتعلق الأمر بتظاهرة ثقافية وروحية كبيرة تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تشكل مناسبة لبعث دينامية كبيرة على مستوى الاقتصاد المحلي والسياحة، كما تم التأكيد على ذلك خلال لقاء صحافي بالجديدة خصص لتقديم فقرات هذا الموعد المهم.
وحسب المنظمين، فإن المؤشرات التوقعية تشير إلى أن حوالي 2 مليون زائر سيحجون إلى فضاءات موسم مولاي عبد لله أمغار في نسخته 2022، إضافة إلى 2000 فارس وحوالي 22.000 خيمة.
في هذا السياق أبرز مهدي الفاطمي رئيس جماعة مولاي عبد لله أن «اللجنة المنظمة بمعية شركائها، عملوا على الرفع من مستوى الخدمات المختلفة المتعلقة بالموسم»، مضيفا أنه بعد اعتراف الإيسيسكو بهذا الموسم كتراث وطني لا مادي، طلبنا من اليونسكو تسجيله كتراث عالمي لا مادي».
وقال إن لجنة رفيعة المستوى ستزور الموسم قريبا لإعداد تقرير تقييمي حول هذا الموضوع، مع العمل على رفعه إلى هيئات اليونسكو ذات الصلة.
وأضاف الفاطمي أن هذا الحدث الثقافي المتجذر بعمق في التاريخ، بتراثه المتنوع اللا مادي والذي يمثل جزءا مضيئا من الذاكرة الوطنية المشتركة، يشكل محركا لدينامية اقتصادية وسياحية في المنطقة.
من جانبه أكد نجيب غيتومي عن اللجنة المنظمة أن «كل شيء جاهز» من الناحيتين التنظيمية والأمنية من أجل ضمان تنظيم تظاهرة ناجحة.
وبشأن البعد الثقافي لهذا الحدث الكبير، أشار رئيس المجلس الإقليمي للجديدة محمد الزاهيدي إلى أن «هذا الموسم هو رافعة للتنمية الاقتصادية المحلية»، لأنه يولد «تأثيرا لا يمكن إنكاره» على مستوى النشاط التجاري في المنطقة.
مولاي عبد الله التاريخ…
ورمزية المكان
تقع تيط على الساحل الأطلسي بمنطقة دكالة بعيدا عن مدينة الجديدة بحوالي أحد عشر كلم على الطريق الساحلية المؤدية للوليدية. و تعرف اليوم تيط بمركز مولاي عبد لله. وتعتبر هذه الحاضرة من المراكز العمرانية القديمة بالمغرب.
لقد دلت الآثار المكتشفة في المنطقة على أن هذه البلدة عمرت في عهود مبكرة كما افترضت الأبحاث المستندة إلى علم الطوبونيميا بأن الميناء المسمى في الأدبيات القديمة باسم رتوبيس كان يوجد على الأرجح في المكان الذي شغلته تيط و هذا يعني أن تيط من المدن القديمة في المغرب.
بعد الفتح الإسلامي صارت الأسر المالكة التي تعاقبت على عرش البلاد والأمم التي تعاقبت على السكنى في رتوبيس تبني عمارتها بجانبها أو ربما على أنقاضها، وقد صارت هذه العمارة الجديدة تحمل اسما جديدا في المصادر العربية الإسلامية هو تيطنفطر و يقال اختصارا تيط.
احتفالات الحصاد التي حولت مولاي عبد لله أمغار إلى أكبر تظاهرة وطنية
من يسمع عن موسم مولاي عبد لله أمغار، يخال إليه أن الأمر لا يعدو موسما تقليديا كما يتصوره عامة الناس… إلا أن الموسم السنوي الذي يجدب أكثر من مليوني زائر على مدى ثمانية أيام، على اعتبار أنه أكبر موسم في المغرب، أصبح في تطور مستمر من أجل بناء موسم يجمع بين ما هو ديني تقليدي ومراسيم الفرجة والاحتفالات العصرية من خلال تنظيم محكم .فقد عرف انعقاده هذه السنة نصب اكثر من 30000 خيمة ويشارك فيه 2000 فارس وفرس منتظمين في ازيد من 200 سربة سيحضرها بناء على تكهنات المنظمين الى 40000 متفرج يوميا فيما سيزوره اكثر من مليوني زائر حسب نفس الخلية
ويعتبر موسم مولاي عبد لله أمغار من أهم التظاهرات الدينية والثقافية على الصعيد الوطني، إذ شكل على مدى عشرات السنين لقاء سنويا لقبائل دكالة احتفاء بالولي الصالح مولاي عبد لله أمغار.
فإضافة إلى الطقس الديني المتبع منذ سنوات طويلة والذي ينطلق بتلقي الهبة الملكية ويمر عبر تقديم الذبيحة وصولا إلى توزيع الجوائز، أضيفت مرافق جديدة للترفيه يحرص المنظمون للموسم السادس على أن تناسب هذه المرافق جميع الفئات العمرية.
وتقوم طبقا لمعايير الشكل الجديد المستحدث في تنظيم المهرجانات، حيث تقوم وكالة للاتصال بمهمة تنظيم الموسم بطقوسه وتقاليده وندواته الدينية وسهراته الفنية وتظاهراته بتنسيق مع السلطات الإقليمية وجماعة مولاي عبد لله أمغار
ويروم المنظمون أن تكون الدورة الحالية التي انطلقت قبل أيام ، أنجح دورات الموسم، وذلك عن طريق جذب أكبر عدد ممكن من الزوار، كما يسعون إلى جعل منصات الحفلات موازية لمنصات كبريات المهرجانات التي تنظم في المغرب اليوم،
حيث من المتوقع أن يرتفع عدد الزائرين هذه السنة ، وهو ما جعل موسم مولاي عبد لله أمغار يمر إلى مرحلة أخرى دفعت العديد من العلامات التجارية ترتبط بهذا الحدث الكبير.
وتهدف الاستراتيجية العامة للتنمية الثقافية بالجديدة، إلى إعادة الموسم إلى طبيعته الأصلية، على اعتبار أنه موسم ديني، وكذلك اعتبارا على أن قلعة مولاي عبد لله كانت ومازالت محجا للعلماء والمريدين الذين كانوا يتوافدون عليه. وتم إغناء البرامج الدينية والعلمية كما تم استحداث مسابقات واستشارات دينية لفائدة الزوار، الهدف منها خلق فضاء للحوار مع اعتماد أسلوب جديد في اختيار المواضيع وطرق معالجتها.
وتسعى الجهة المنظمة، خلال هذا الموسم العمل إلى تكريس أسلوب الاحترافية الذي انتهجته منذ سنوات، والذي سهرت على تطويره بما يتناسب مع هذه التظاهرة التي تعتبر الأكبر من نوعها على الصعيد الوطني. ولهذه الغاية تم وضع كناش تحملات خاص بالجانب الإعلامي والتواصلي والتنشيطي ناهيك عن البرنامج الديني وبرنامج فنون.
رباط المجاهدين وقلعة العلم
، وعلى بعد 9 كلومترات من الجديدة في اتجاه آسفي الشاطئ، يتوسد ضريح الولي الصالح مولاي عبد لله أمغار مياه الأطلسي، حيث تنتصب قبته كحارس من حراس المدينة التي تعددت أسماؤها من عين الفطر إلى تيط إلى مولاي عبد لله أمغار، والتي اختلف المؤرخون حول تاريخ إنشاء هذا الرباط فعبد العظيم الأزموري يرجع تأسيس تيط إلى الفترة الإسلامية، فيما يذهب الحسن الوزاني إلى أن الأفارقة هم من بنى المدينة على المحيط، وهو ما أثبتته الحفريات التي تشير إلى أن تاريخ إنشاء القرية يعود إلى العصر الفينيقي على الأقل، مذكرا أن عدة قبائل بربرية استقرت برباط تيط من بينها صنهاجة. فيما يرجع ابن عبد العظيم الأزموري وصول الأمغاريين إلى تيط وإن كان يفتقد إلى الدقة، حيث كان قد غادر أبو الفداء إسماعيل الملقب بأمغار صحبة أخويه يعقوب وأبي زكرياء الجزيرة العربية في اتجاه المغرب الأقصى، إلى أن وصلوا إلى تيط فأستقر إسماعيل أمغار بها، فيما غادر أخواه إلى جنوب المغرب. وقد استقبل إسماعيل أمغار بترحاب كبير من طرف قبائل صنهاجة وتزوج كنزة ابنة مولاي عبد العزيز بويطان التي أنجب منها أبا إسحاق جعفر الذي خلفه في رباط تيط، حيث شيد به مسجدا أواخر القرن 11 وخلف هو الآخر عددا من الأبناء كان من بينهم مولاي عبد لله الذي التف حوله السكان لغزارة علمه الذي أخذه على يدي عدد من الشيوخ والعلماء إضافة إلى إنشائه لزاوية الأمغاريين لما لها من أهمية في مواجهة الخوارج. وقد تم تأسيس هذه الرباطات ومنها رباط تيط من أجل استخدامه في الجهاد ومنها غارة النورمانديين على تيط في عهد أبي عبد لله أمغار.
إلا أن مصادر أخرى تعتبر الرباطات مراكز علمية ودينية الغاية منها نشر الدين ومحاربة المذاهب الخوارجية. وقد تحولت في فترة من الفترات إلى معقل للدفاع عن دار الإسلام عندما فرض الجهاد ضمن الصيرورة التاريخية، إلا أن الدور الأساسي الذي اضطلعت به بعد الدور الجهادي هو دور تعليمي خاصة على عهد مولاي عبد لله حتى أنها اكتسبت مكانة روحية وعلمية هامة إلى حد أنها اقترنت باسمه وسمت اسمها البربري تيط. ويذكر عدد من المؤرخين أن عين الفطر وهو الاسم الذي تعرف به تيط في ظل قيادة مولاي عبد لله كان تعتبر إحدى أكبر كبريات مدن المغرب التي تحصر في 40 مدينة وتعتبر مثالا فريدا في المغرب الأقصى، إذ لم يتم تشييدها بمبادرة من السلطة المركزية الحاكمة، مما يعكس القوة التي تمتعت بها أسرة الأمغاريين خلال القرن 12، إلا أن ذلك لم يدم طويلا حيث تعرضت رباط عين الفطر إلى عدة ضربات حدت من نموها، وخاصة التوسع البرتغالي، حيث أصبحت خاضعة لأداء إتاوة سنوية للبرتغال. إلا أن هجوم محمد الوطاسي قصد القضاء على البرتغاليين قاد إلى تحطيم أسوار تيط ومغادرة سكانها لها في اتجاه مدينة فاس ومنذ ذلك التاريخ، بدأت تيط تفقد بريقها وسط رباط مهدم إلى أن طالها النسيان، حيث لم تعد معروفة إلا من خلال انعقاد موسم مولاي عبد لله أمغار، ومنذ ذلك التاريخ، فقد رباط عين الفطر أيضا أهميته التعليمية كمؤسسة لتلقي العلوم الدينية وتعلم حياة الزهد والتصوف، ولم تبق إلا مآثر تشهد لزوارها بالدور الذي كانت تقوم به. إذ تحولت الزاوية إلى مسجد للصلاة فقط، بعد أن افتقدت حلقات الدرس التي ورغم محاولة إحيائها خلال انعقاد الموسم، فإنها تبقى بعيدة كل البعد عما كان يلقى فيها في وقت سابق.
أكثر من 1000 أمني يؤمنون
مولاي عبد الله امغار
لموسم مولاي عبد لله أمغار إشعاع وطني كبير أمام الركود الذي تعرفه المنطقة طيلة السنة، ويصادف انعقاده هذه السنة جودة المنتوج الفلاحي خاصة المحصول الزراعي، ويتميز موسم هذه السنة بتوفره على بنية تحتية لا بأس بها كوفرة الطرق المعبدة الموزعة بين أرضية الموسم، مما يسهل عملية التنقل عكس السنوات الأخرى السالفة… ووفرة الإنارة العمومية حيث تم نصب كاشفات الضوء وتوفير المياه الصالحة للشرب بشكل لا مركزي، كما تم توزيع الحنفيات بكل أرجاء الموسم. كما أن الأشغال التي تجري على قدم وساق ستؤهل مركز مولاي عبد لله أمغار ليكون من بين أهم المراكز السياحية بالإقليم
ويبقى السير والجولان نقطة سوداء خلال انعقاد موسم الولي الصالح مولاي عبد لله، نظرا للسرعة المفرطة التي ينهجها أصحاب سيارات الأجرة والحافلات، مما يتسبب في حوادث السير وإرباك حركة المرور، حتى أن الذهاب إلى مولاي عبد لله أثناء انعقاد الموسم يصبح محفوفا بالمخاطر. وإذا كان مسؤولي الموسم يعتبرون في خطاباتهم أن موسم مولاي عبد لله موسم ديني لإعادة إحياء حلقات الذكر وتعليم علوم الدين وممارسة التصوف، فإنه أيضا فرصة للصوص والعاهرات وتجار المخدرات والمشروبات الكحولية ومرتعا لارتكاب جرائم الشرف رغم المجهودات التي تقوم بها الجهات الأمنية الموكول لها أمن الموسم،
اعتمدت القيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، استراتيجية أمنية محكمة، يساهم فيها حوالي 500 دركي، ضمنهم من يعملون لدى المقاطعات الدركية ، التي تم توزيعها على تراب الموسم؛ والمركز القضائي، ومركز البيئة، وكوكبات الدراجات النارية، والتعزيزات والدوريات المختلطة، المعبأة، ناهيك عن الاستعانة بطائرة مسيرة من نوع «درون»، لتأمين وتعزيز الحماية المقربة.
هذا، وقد ارتفع حاليا عدد الدركيين الذين يزاولون مهامهم في كل مقاطعة من المقاطعات الثمانية بموسم مولاي عبد لله، في ظل الإنزال والتعزيزات الأمنية غير المسبوقة، إلى ما بين 18 و20 دركيا، بعد أن كان هذا العدد يترواح، قبل سنتين ما بين 7 أو 9 دركيين. ما يضمن بالسرعة والنجاعة المتوخاة، التدخلات الدركية والأمنية التي تؤمنها الدوريات الراكبة والراجلة في فضاءات الموسم، طولا وعرضا، وليل – نهار، على امتداد 24 ساعة / 24 ساعة.
ومن جهة أخرى، قد ساهمت الإنارة العمومية وتعميم «البروجيكتورات»، التي وفرتها السلطات الجماعية والجهات المعنية في فضاءات الموسم، وعلى طول شارعه الرئيسي، الممتد على الشاطئ الصخري، والشوارع المتفرعة عنه، وفي «المحرك»، وعلى مقربة من الضريح، من توفير الأجواء الملائمة للمواطنين وزوار الموسم مغاربة وأجانب، لمتابعة فعالياته، التي توصل، في ظروف جيدة، النهار بالليل، والليل بالنهار. .
بعض المعروضات
في حاجة الى رقابة
مولاي عبد لله لابد له أن يبرمج تناول وجبة لحم مشوي تحت خيام مهترئة مصحوبا بشاي منعنع في أواني لا تحمل من ذلك سوى الاسم لتكتمل هذه الوجبة بهجمة شرسة للذباب المنتشر في كل مكان… وإذا كانت المنطقة المخصصة للمشويات من بين أكبر المناطق داخل الموسم، فإن أصحاب العربات المدفوعة التي حولها أصحابها إلى ما يشبه محلات الأكلات الجاهزة يعرضون هم أيضا ما يشبه النقانق وما يشبه اللحم المفروم. وأشياء أخرى تشم منها فقط رائحة اللحم دون أن تستطيع التوصل إلى محتواها. والغريب أن هذه المعروضات العجائبية تتناولها شرائح متعددة من الزوار، فهي في متناول الجميع. والغريب في هذه المأكولات أنها لا تخضع لأي معيار صحي أو مراقبة طبية، فأصحابها ومتناولوها لا يعرفون شيئا اسمه مكتب حفظ الصحة أو المراقبة القبلية لهذه المواد من طرف مختصين، مما يؤكد أن لا مجال بموسم مولاي عبد لله (للتحكار) في تناول المواد الغذائية، فالولي الصالح يحفظ الزائرين من كل داء…؟!
كما أن للصبار «الكرموس الهندي» مكانة خاصة رفقة الحريرة والشاي والبيض حيث يعتبر طعام الفقراء، إذ يقبل عليه العديد من الزوار كوجبات أساسية
أصوات موسيقية شعبية تملأ المكان وتتخللها أدخنة كثيفة متصاعدة من محلات الشواء والأكلات الخفيفة. طلقات البارود وألوان من الفولكلور والفنون الشعبية تصدر أصواتها من جميع الاتجاهات. أضواء عجلات السيرك الضخمة وخيم الألعاب البهلوانية تتلألأ من بعيد فتلبس المنطقة ألوانا مزركشة تخفي بياضها الذي فرضته خيام الزوار «مقاه» و»مطاعم» تصدح بموسيقى الشيخات والأجواق وباعة الأشرطة السمعية البصرية هنا وهناك، فتختلط الموسيقى بأصوات الحلايقية والباعة الذين يعرضون، تحت أضواء قنينات الغاز، سلعهم على الزوار مستخدمين مكبرات صوت قوية… أصناف عديدة من المأكولات والحلويات والمشروبات وألعاب سرك بهلوانية عديدة وطاولات القمار، إلى جانب حلقات أخرى في علم التنجيم والتنبؤ بالغيب تصيبك بالذهول. هذا هو مولاي عبد لله أمغار في جانبه الخفي.
حضور دائم للقواسم البيازة
يشارك هذه السنة، حسب آخر إحصاء للجنة المنظمة، ما يناهز الألف وخمسمائة فارس من مختلف الجهات، إلا أن لدكالة حصة الأسد بما يقارب النصف، إضافة إلى فرقة نسائية التي تعتبرالأبرز على المستوى الوطني،، إضافة إلى مشاركة فرقة أطفال تنتمي هي الأخرى لجهة دكالة، حيث أن الانطباع السائد هو أن الفروسية التي يتابعها عدد لا يستهان به من الزوار المحليين والأجانب، تولد فرجة راقية وممتعة تعجز خرافات أخرى عن تحقيقها رغم ما ينفق عليها من ميزانية.
وإذا كان البارود وحده يكسر صمت مولاي عبد لله خلال النهار، فإن ليله هو الآخر يحول ملعب الفروسية إلى مكان لنصب طاولات القمار، وكراء الدراجات النارية والعادية وإقامة الحلقات التي كان مولاي عبد لله يتميز بها، إلا أن السنوات الأخيرة عرفت غياب العديد من روادها إما بسبب الوفاة أو المرض، كما هو الحال بالنسبة للطاهر زعطوط وولد قرد وغيرهم الذين ظلوا لسنوات طويلة روادا من روادها والفكاهيين الذي يتابع سردهم المئات من المواطنين ولم ينتبه لهم أي أحد لا من المسؤولين ولا المجتمع المدني أثناء مرضهم.
الصقر ملح الموسم
يشارك هذه السنة فريق من الشرفاء القواسم المشهورين على الصعيد الوطني والدولي بتربية الصقور الخاصة بالصيد وترويدها، حيث يقومون بتنشيط الجمهور الذي يتابع فقرات الموسم بأكثر من عرض يوميا… وهي العروض التي يتابعها العديد من المغاربة والأجانب. إلا أن الغريب في أمر القواسم أنهم يتحملون وازرة حضور الموسم من مالهم الخاص أو بناء على العطايا التي يقدمها أبناء المنطقة ممن لهم غيرة على تربية الصقور السائرة في طريق الانقراض
على صوت البارود وأنغام الطرب الشعبي، انطلق موسم هذه السنة الذي شاركت فيه إلى حدود يوم الاثنين الماضي تاريخ إنجاز هذا الروبورطاج أكثر من 200 سربة من أجود الخيول المغربية، حيث أتحفت الناظرين بألعاب نارية جيدة.رغم سوء التنظيم واحتجاجات الباردية.